الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
- أخلاقيات فريق إدارة الأزمة، وهذا ما نلحظه بالتنبيه إلى أهمية الصدق فيما ينهيه والحق فيما يعيده ويبديه: «... وأن تكون أخلاقيات رجال الديوان على درجة عالية تجمع الثقة والنـزاهة وطيب المطعم وتحريه الصدق فيما يصدر عن يده ولهجته» فإذا كان فريق إدارة الأزمة على نقيض هذه الصفات فإنه سيكون مصدرا لصناعة الأزمة.

- التفـويض، بحيث يختار من يستعـين به في عمـله من أهل الكفاية والغناء.

- تتبع الأحداث وتحليلها بعمق، ويفهم من قوله: «ويستشفها استشفافا عميقا» تجنبا لأسباب الأزمة، فالخلل يأتي من نقص المعلومة، ومن سوء الفهم، وسوء النقل.

- وجود جهاز إداري كفؤ لنقل الرسالة ثم تصنيفها: «أن يعرض المرتبين لحمل الخرائط في عمله ويكتب بعدتهم وأسمائهم ومبالغ أرزاقهم وعدد السكك في جميع عمله وأميالها» مع وجود رقابة على العمل متابعة للإنجاز من خلال «مستلمي المعلومات والموقعين بالاستلام».

- التصنيف للمعلومات: «يفرد لكل ما يكتب فيه من أصناف الأخبار كتبا بأعيانها، فيفرد أخبـار القضاة وعمـال المعادن والأحداث وما يجري مجرى ذلك كتبا، وبأخبـار الخراج والضيـاع وأرزاق الأولياء وما يجري من دور الضرب والأسعار وما يقع فيه الحل والعقد والإعطاء والأخذ كتبا، ليجري كل كتاب في موضعه». [ ص: 88 ]

ج- العريف

وهو من أدوات التنبؤ بالأزمة، ومظهر من مظاهر تبسيط الإجراءات الإدارية، التي تسهل وصول المعلومات وتدفقها.. وكانت مهمة العريف أن يعرف الحاكم بأمر الرعية.

وهناك أيضا سياسة الباب المفتوح بحيث يأتي من وجد في نفسه بسبب قرار إداري لمراجعة المسؤول، ومن هذا الباب قصة الأنصار مع الرسول صلى الله عليه وسلم إذ وجدوا في أنفسهم شيئا جراء توزيع الرسول صلى الله عليه وسلم الغنائم على المقاتلين واستثناء الأنصار، وسيأتي الحديث عنها بالتفصيل.

د- توظيف العلاقات العامة

وذلك كاللقاءات الاجتماعية؛ ومن هذا الباب قول أبي بكر ، رضي الله عنه، ليزيد بن أبي سفيان يوصيه بمجموعة وصايا إذ أرسله إلى الشام ، ومنها أن يستشف مشاعر جنده عن طريق السهر معهم، فإنهم عند السهر يتبسطون في الحديث بما جرى بينهم في النهار "واسمر بالليل في أصحابك تأتك الأخبار وتنكشف عندك الأستار... ولا تجسـس عليهم فتفضحهم، ولا تكشف الناس عن أسرارهم واكتف بعلانيتهم" [1] ، فهذه إجراءات تعطي للمسئول إشارات إنذار مبكر في حال ظهور بوادر الأزمة، ولا تعتمد أساليب سوء الظن والتجسس لأنها تفسد العمل الإداري كما في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم ) [2] . [ ص: 89 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية