الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      .......... ووضع ضبط الابتداء نقط كوضع الشكل بالخضراء


      أمامه إذا بضم ابتدأت     وفوق إن فتح وتحت إن كسرت

      تكلم هنا على ضبط الابتداء بألف الوصل، فذكر علامة الابتداء عند من يجعلها، وذكر لونها ومحلها، فأشار إلى أن علامة الابتداء نقطة توضع كوضع الشكل الموجود وصلا، وأراد بقوله: "كوضع الشكل" إفادة أن نقطة الابتداء تفصل عن ألف الوصل في جميع الأحوال كما يفصل الشكل عن الحرف؛ وهذا هو التحقيق الذي جرى [ ص: 296 ] به العمل لمن قال باتصال نقطة الابتداء بألف الوصل، ووجه الفصل أن الذي عند الأئمة أن هذه النقطة هي حركة ألف الوصل، جعلت كنقط الإعجام على ضبط أبي الأسود الدؤلي المتقدم، والإجماع على أن حركة الفتح والكسر لا تكون متصلة بحرفها، وكذلك حركة الضم عند الجمهور، ثم أشار إلى لون نقطة الابتداء فقال: "بالخضراء"، أي: أن نقطة الابتداء تجعل بالخضراء لا بالحمراء التي يجعل بها الشكل الموجود وصلا، وإنما خالفوا بينهما في اللون تنبيها على أن جعل علامة الابتداء مخالف للقاعدة التي هي بناء النقط على الوصل، ثم بين في البيت الثاني محل علامة الابتداء، التي هي النقطة الخضراء، فقال:

      إنك إذا ابتدأت بألف الوصل مضمومة جعلت النقطة أمام الألف نحو: "محظورا انظر" وإذا ابتدأت بها مفتوحة جعلت النقطة فوق الألف نحو: قال الله ، وإذا ابتدأت بها مكسورة جعلت النقطة تحت الألف نحو: إن ارتبتم ، فنقطة الابتداء إنما يعتبر فيها حركة ألف الوصل نفسها لا حركة ما قبلها، واستفيد من قول الناظم: "إذا بضم ابتدأت" أن علامة الابتداء لا تجعل إلا فيما يمكن الابتداء به، والوقف على ما قبله كالأمثلة المتقدمة، وأما ما لا يمكن الابتداء به لعدم إمكان الوقف على ما قبله، وهو حروف: "فكل وتب" المتقدمة نحو: فالله ، كالذين ، لابنه ، والله ، تالله ، بالله ، فلا تجعل فيه نقطة الابتداء؛ إذ لا يبتدأ به، وهذا هو الذي يدل عليه كلام الشيخين، وبه جرى العمل،

      التالي السابق


      الخدمات العلمية