الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      وعن خلاف قل في هاروتا هامان قارون وفي ماروتا

      [ ص: 59 ]

      لكن بمكيال اتفاقا حذفت     مع أنها كلمة ما استعملت


      ولا خلاف بعد حرف الميم     في الحذف من هامان في المرسوم

      أخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بجعل أي: إثبات ألف "هاروت"، "وهامان"، و: "قارون" و: "ماروت"، مع خلاف قليل فيها، من بعض المصاحف بالحذف، والمراد بألف: "هامان"، ألفه الأولى، وأما الثانية فسينص على حذفها قريبا، وتقليل الحذف في الألفاظ الأربعة خاص بأبي عمرو، وأما أبو داود: فاختار فيها الحذف بعد أن ذكر فيها الخلاف، والعمل عندنا فيها على الإثبات.

      ولما ذكر الناظم فيها تقدم الاسم الأعجمي القليل الاستعمال تثبت ألفه استدرك هنا الحذف في: "ميكائيل"، فأخبر مع الإطلاق المذكور بأن: "ميكائيل حذفت ألفه باتفاق من كتاب المصاحف مع أنها كلمة أعجمية لم تستعمل يعني كثيرا، وقد أتت في موضع واحد من القرآن، وأقرب ما قيل في علة حذفها أنها لما ثقلت بكثرة الحروف وبتركيبها من: "ميكا"، بمعنى: عبد، و: "إيل" بمعنى: الله، كما قيل: خففت بحذف ألفها وأتى: ب: "ميكائل" على قراءة غير نافع لضيق النظم.

      ثم أخبر في البيت الثالث مع الإطلاق المذكور بأنه لا خلاف بين كتاب المصاحف في حذف الألف الواقعة بعد الميم من: "هامان".

      وهذا البيت تقييد للإطلاق المتقدم في: "هامان".

      وقوله: "عن خلاف" حال من مرفوع فعل محذوف يدل عليه يجعل فيما تقدم، و: "عن" بمعنى: "مع"، أي: وتجعل الألف حال كونها مصحوبة بخلاف قليل في "هاروت"، وما عطف عليه، والباء في قوله: "بميكال" بمعنى "في"، وما من قوله: "ما استعملت" نافية.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية