الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      قياسه جزاؤه في يوسفا لكن في نصوصهم ما ألفا

      لما قدم في الرسم أن صاحب المقنع ذكر حذف صورة الهمز بقلة في "جزاؤه" الواقع في سورة سيدنا يوسف في قوله تعالى: فما جزاؤه إن كنتم كاذبين قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه ، تعرض هنا إلى ضبطه باعتبار ما ذكره صاحب المقنع، فأشار إلى أن المتقدمين إنما تكلموا على: جزاؤه في "يوسف" باعتبار الرسم، ولم يتكلموا [ ص: 314 ] عليه باعتبار الضبط، لكن القياس يقتضي أن يكون حكمه حكم: أولياؤه المتقدم؛ إذ لا فرق بينهما، فيكون فيه عند من حذف صورة همزه وجهان كوجهي: أولياؤه المرفوع أحدهما إلحاق الواو بالحمراء، وجعل الهمزة صفراء فوقها، والثاني عدم إلحاق الواو، والاكتفاء عنها بجعل همزة صفراء في السطر، وقياس الناظم هنا صحيح؛ إذ كل من المقيس والمقيس عليه حذفت منه صورة همزة مضمومة اتصلت بضمير وقبلها ألف، وسكت هنا عن إلحاق الألف الواقعة بعد الزاي في "جزاء" يوسف مع أنه قدم في الرسم أن أبا داود نص في التنزيل على حذفها لما قدمناه في: أولياؤه ، وقد ذكرنا في الرسم أن العمل في "جزاء" يوسف على تصوير الهمزة، وهو الكثير وعلى حذف الألف، وقوله: "قياسه" مبتدأ خبره "جزاؤه" و: "في يوسف" حال من "جزاؤه"، وضمير "قياسه" عائد على "أولياء"، و: "قياس" مصدر بمعنى اسم المفعول كضرب الأمير، ونسج اليمين؛ أي: مقيس أولياء جزاؤه في يوسف، وقوله: "لكن" بتشديد النون واسمها عائد على "جزاؤه"، وحذفه للعلم به وخبرها جملة "ما ألفا"، و: "ما" نافية و: "ألفا" بكسر اللام مخففة معناه عهد، و: "في نصوصهم" متعلق به،

      التالي السابق


      الخدمات العلمية