الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
183 140 - (182) - (1 \ 26 - 27) عن أنس، قال: كنا مع عمر بين مكة والمدينة، فتراءينا الهلال، وكنت حديد البصر فرأيته، فجعلت أقول لعمر: أما تراه؟ قال: سأراه وأنا مستلق على فراشي. ثم أخذ يحدثنا عن أهل بدر، قال: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرينا مصارعهم بالأمس، يقول: " هذا مصرع فلان غدا، إن شاء الله، وهذا مصرع فلان غدا، إن شاء الله، قال: فجعلوا يصرعون عليها، قال: قلت: والذي بعثك بالحق ما أخطئوا تيك، كانوا يصرعون عليها.

ثم أمر بهم فطرحوا في بئر، فانطلق إليهم، فقال: " يا فلان، يا فلان، هل وجدتم ما وعدكم الله حقا، فإني وجدت ما وعدني الله حقا "، قال عمر: يا رسول الله، أتكلم قوما قد جيفوا؟ قال: " ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكن لا يستطيعون أن يجيبوا " .


التالي السابق


* قوله: "وكنت حديد البصر" : - بالحاء - ; أي: نافذه، ومنه قوله - تعالى - : فبصرك اليوم حديد [ق: 22].

* "مصارعهم" : أي: محال سقوطهم إذا قتلوا.

* "بالأمس" : أي: من يوم القتل.

* "يصرعون" : على بناء المفعول.

* "قد جيفوا" : - بتشديد الياء - على بناء الفاعل; أي: صاروا جيفا منتنة، الجيفة - بكسر الجيم - : جثة الميت إذا نتن.

[ ص: 132 ] * "ما أنتم بأسمع" : استدلوا به على أن الميت يسمع، وقيل: بل هو خاص بهؤلاء، وهو دعوى لا عبرة بها، كيف وقد جاء عذاب القبر، وهو يقتضي نوع حياة، فلا يستبعد السماع. والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية