الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
553 375 - (552) - (1 \ 74) عن زيد بن أسلم عن أبيه، قال: شهدت عثمان يوم حوصر في موضع الجنائز، ولو ألقي حجر لم يقع إلا على رأس رجل، فرأيت

[ ص: 291 ] عثمان أشرف من الخوخة التي تلي مقام جبريل عليه السلام، فقال: أيها الناس، أفيكم طلحة؟ فسكتوا، ثم قال: أيها الناس أفيكم طلحة؟ فسكتوا، ثم قال: أيها الناس أفيكم طلحة؟ فسكتوا ، ثم قال: أيها الناس أفيكم طلحة؟ فقام طلحة بن عبيد الله، فقال له عثمان: ألا أراك هاهنا؟ ما كنت أرى أنك تكون في جماعة تسمع ندائي آخر ثلاث مرات ثم لا تجيبني، أنشدك الله يا طلحة، تذكر يوم كنت أنا وأنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضع كذا وكذا، ليس معه أحد من أصحابه غيري وغيرك؟ قال: نعم. فقال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا طلحة، إنه ليس من نبي إلا ومعه من أصحابه رفيق من أمته معه في الجنة، وإن عثمان بن عفان هذا - يعنيني - رفيقي معي في الجنة ".
قال طلحة: اللهم نعم. ثم انصرف .

التالي السابق


* قوله: "ولو ألقي حجر لم يقع. . . إلخ" : أي: من كثرة الزحام.

* "إنه ليس من نبي" : أي: ممن له أتباع، وإلا فقد جاء أن بعضهم يجيء يوم القيامة وحده.

* "رفيقي معي في الجنة" : في إسناده أبو عبادة الرزقي، متروك، كذا في "المجمع".

والحديث قد رواه الترمذي بإسناده عن طلحة بن عبيد الله، وقال: هذا حديث غريب، وليس إسناده بالقوي، وهو منقطع.

وكذا رواه ابن ماجه بإسناده عن أبي هريرة، وفيه عثمان بن خالد، وهو ضعيف باتفاقهم كما في "زوائد" ابن ماجه.

[ ص: 292 ] ثم أكثر ما يطلق الرفيق على الصاحب في السفر.

وقد يطلق على الصاحب مطلقا، وهو المراد ها هنا.

قلت: ولعل سبب ذلك ما يشير إليه قوله تعالى: ألحقنا بهم ذريتهم [الطور: 21]، فتكون بناته صلى الله عليه وسلم عنده، وعثمان; لكونه زوج البنتين يتبعهما، فيكون عنده، وتخصيص عثمان إنما هو من بين من ليس من الذرية، وعلي لشدة قرابته، ولكونه نشأ في تربيته معدود في الذرية، أو المقصود ها هنا هو الإخبار بأنه يكون في الجنة رفيقا، لا الحصر، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية