الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
112 84 - (111) - (1 \ 18) عن الحارث بن معاوية الكندي، أنه ركب إلى عمر بن الخطاب يسأله عن ثلاث خلال، قال: فقدم المدينة، فسأله عمر: ما أقدمك؟ قال: لأسألك عن ثلاث خلال، قال: وما هن؟ قال: ربما كنت أنا والمرأة في بناء ضيق، فتحضر الصلاة، فإن صليت أنا وهي، كانت بحذائي، وإن صلت خلفي، خرجت من البناء، فقال عمر: تستر بينك وبينها بثوب، ثم تصلي بحذائك إن شئت.

وعن الركعتين بعد العصر، فقال: نهاني عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال: وعن القصص، فإنهم أرادوني على القصص، فقال: ما شئت، كأنه كره أن يمنعه، قال: إنما أردت أن أنتهي إلى قولك، قال: أخشى عليك أن تقص فترتفع عليهم في نفسك، ثم تقص فترتفع، حتى يخيل إليك أنك فوقهم بمنزلة الثريا، فيضعك الله تحت أقدامهم يوم القيامة بقدر ذلك .


التالي السابق


* قوله: "عبد الرحمن بن جبير": - بجيم وموحدة ومصغر - بن نفير - بنون وفاء مصغر - .

* "الكندي" : - بكسر الكاف - .

* قوله: "عن ثلاث خلال" : كخصال لفظا ومعنى.

* "فإن صليت أنا وهي" : عطف على المرفوع المتصل، ولذلك أكد بمنفصل حتى يصح العطف; أي: إن صلت معي بلا تقدم وتأخر، وجواب عمر موافق

[ ص: 98 ] لقول علمائنا: إنه لا ينبغي محاذاة المرأة في الصلاة، نعم لا يدل على أن المحاذاة مفسدة لجواز كونها مكروهة.

* "وعن القصص" : - بفتح القاف - مصدر قص، والمراد: الوعظ.

* "أن أنتهي إلى قولك" : أي: آخذ به.

والحديث قد انفرد به.

وفي "الترتيب": واختاره الضياء.

وفي "المجمع": الحارث بن معاوية الكندي وثقه ابن حبان، وروى عنه غير واحد، وبقية رجاله من رجال الصحيح.

* * *




الخدمات العلمية