الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
. ( قال ) ثم يأتي بالأعمال حتى إذا رمى جمرة العقبة يوم النحر ذبح هدي القران ، وتجزئه الشاة لقوله تعالى [ ص: 29 ] { فما استيسر من الهدي } قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه ما استيسر من الهدي شاة .

وفي حديث جابر رضي الله تعالى عنه قال : { اشتركنا حين كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في البقرة سبعة ، وفي البدنة سبعة ، وفي الشاة واحد } ، والبقرة أفضل من الشاة ، والجزور أفضل من البقرة لقوله تعالى { ومن يعظم شعائر الله } فما كان أقرب في التعظيم فذلك أفضل ، وقد { نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة بدنة في حجة الوداع } ، ولو كان ساق هداياه مع نفسه كان أفضل من ذلك كله ; لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ساق الهدايا مع نفسه وقلدها ، وهكذا قالت عائشة رضي الله تعالى عنها { : كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلدها بيده } { ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما إني قلدت هديي ولبدت رأسي فلا أحل حتى أحل منهما جميعا } .

وفي رواية { فلا أحل حتى أنحر } ، ولهذه الرواية قال الشافعي رحمه الله تعالى تحلل القارن بالذبح لا بالحلق ، ولكنا نقول التحلل يحصل بالحلق كما في حق المفرد ، وتأويل الحديث حتى أنحر ، ثم أحلق بعده على ما روينا أنه حلق رأسه بعد ذبح الهدايا ، ولأن التحلل من العبادة بما لا يحل في أثنائها كالسلام في الصلاة ، وذلك بالحلق أو التقصير دون الذبح

التالي السابق


الخدمات العلمية