الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( قال ) وإن طاف راكبا أو محمولا فإن كان لعذر من مرض أو كبر لم يلزمه [ ص: 45 ] شيء ، وإن كان لغير عذر أعاده ما دام بمكة فإن رجع إلى أهله فعليه الدم عندنا ، وعلى قول الشافعي رضي الله عنه لا شيء عليه ; لأنه صح في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم { طاف للزيارة يوم النحر على ناقته ، واستلم الأركان بمحجنه } ، ولكنا نقول التوارث من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا الطواف ماشيا ، وعلى هذا على قول من يجعله كالصلاة الدم ; لأن أداء المكتوبة راكبا من غير عذر لا يجوز فكان ينبغي أن لا يتعد بطواف الراكب من غير عذر ، ولكنا نقول المشي شرط الكمال فيه فتركه من غير عذر يوجب الدم لما بينا فأما تأويل الحديث فقد ذكر أبو الطفيل رحمه الله تعالى أنه طاف راكبا لوجع أصابه ، وهو أنه وثبت رجله فلهذا طاف راكبا ، وذكر ابن الزبير عن جابر رضي الله عنهما { أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما طاف راكبا ليشاهده الناس فيسألوه عن حوادثهم ، وقيل إنما طاف راكبا لكبر سنه } ، وعندنا إذا كان لعذر فلا بأس به ، وكذلك إذا طاف بين الصفا ، والمروة محمولا أو راكبا ، وكذلك لو طاف الأكثر راكبا أو محمولا فالأكثر يقوم مقام الكل على ما بينا

التالي السابق


الخدمات العلمية