الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( ولو قال ) وقفته ( على أولادي ، ثم أولاد أولادي ، ثم أولادهم ما تناسلوا أو ) قال وقفته ( على أولادي وأولاد أولادي الأعلى فالأعلى [ ص: 263 ] أو ) الأقرب فالأقرب ، أو ( الأول فالأول ) بالجر كما بخطه بدلا مما قبله ( فهو للترتيب ) ؛ لدلالة ثم عليه على الأصح ، وما ورد مما يخالف ذلك مؤول كقوله تعالى { ثم جعل منها زوجها } إذ هو عطف على أنشأها المقدر صفة لنفس وقوله { ثم سواه } إذ هو عطف على الجملة الأولى لا الثانية وقوله { ثم اهتدى } إذ معناه دام على الهداية ، والجواب بأن ، ثم فيها لترتيب الأخبار لا لترتيب الحكم فيه نظر ، ولتصريحه به في الثانية وعمل به فيما لم يذكره في الأولى ؛ لأن ما تناسلوا يقتضي التعميم بالصفة المتقدمة وهي أن لا يصرف لبطن وهناك أحد من بطن أقرب منه وظاهر كلامه كالروضة وأصلها أن ما تناسلوا قيد في الأولى فقط وله وجه لكن الذي صرح به جمع أنه قيد في الثانية أيضا فإن حذفه من إحداهما اقتضى الترتيب في البطنين المذكورين فقط ويكون بعدهما منقطع الآخر حيث لم يذكر مصرفا آخر وبحث السبكي أنه لو وقف على ولده ، ثم ولد أخيه ، ثم ولد ولد بنته فمات ولده ولا ولد لأخيه ، ثم حدث لأخيه ولد استحق .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية ابن قاسم

                                                                                                                              ( قوله : في المتن ولو قال على أولادي ، ثم أولاد أولادي ، ثم أولادهم إلخ ) قال في الروض وشرحه فإن جاء بثم للبطن الثاني ، والواو فيما بعده من البطون كأن قال وقفت على أولادي ثم أولاد أولادي وأولاد أولاد أولادي فالترتيب له دونهم عملا بثم فيه وبالواو فيهم وإن عكس بأن جاء بالواو في البطن الثاني وبثم فيما بعده [ ص: 263 ] كأن قال وقفت على أولادي وأولاد أولادي ، ثم أولاد أولاد أولادي انعكس الحكم أي : كان الترتيب لهم دونه ا هـ وإياك أن تظن منه أن أولاد أولاد الأولاد في المسألة الأولى يستحقون مع الأولاد بخلاف أولاد الأولاد فإن الأمر ليس كذلك بل جميع ما بعد ثم متأخر الاستحقاق عن الأولاد ولا ينافي ذلك أن المتعاطفات كلها معطوفة على الأول وقد عطف أولاد أولاد الأولاد على الأولاد بالواو المقتضية للمشاركة وذلك لتوسط ثم وإن لم يكن العطف على مدخولهما ويدل على ما قلناه تعبير الروضة بقوله ( فرع )

                                                                                                                              قال على أولادي ثم أولاد أولادي وأولاد أولاد أولادي فمقتضاه الترتيب بين البطن الأول ومن دونهم ، والجمع بين من دونهم ا هـ فقوله ومن دونهم شامل للبطن الثاني وما بعده لكن قول العباب فالترتيب بين البطن الأول والثاني فقط يقتضي خلاف ذلك إلا أن يكون المراد بفقط أنه لا ترتيب بين الثاني والثالث ( قوله : وعمل به فيما لم يذكره في الأولى إلخ ) تصريح باعتبار الترتيب فيمن بعد البطون الثلاثة المذكورة أيضا ( قوله : بالصفة ) متعلق بالتعميم وقوله وهي أي : الصفة ش ( قوله : فإن حذفه من إحداهما إلخ ) جزم بذلك في شرح الروض ( قوله : بين البطنين ) المذكور في الأولى ثلاث بطون اللهم إلا أن يريد بضمير التثنية في قوله من إحداهما صورتي الثانية فليتأمل ( قوله : استحق ) هل المراد أنه يستحق ولد ولد البنت إلى حدوث ولد الأخ فينقطع استحقاقه ، أو المراد أنه يستحق [ ص: 264 ] معه وسيأتي نظير ذلك .



                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              قول المتن ( قوله : ولو قال أولادي ، ثم أولاد أولادي إلخ ) ولو جاء بثم للبطن الثاني ، والواو فيما بعده [ ص: 263 ] من البطون كأن قال وقفت على أولادي ، ثم أولاد أولادي وأولاد أولاد أولادي فالترتيب له دونهم عملا بثم فيه وبالواو فيهم ، وإن عكس بأن جاء بالواو في البطن الثاني وبثم فيما بعده كأن قال وقفت على أولادي وأولاد أولادي ، ثم أولاد أولاد أولادي انعكس الحكم أي : كان الترتيب لهم دونه ا هـ مغني وفي سم بعد ذكر ذلك عن الروض مع شرحه ما حاصله أن أولاد أولاد الأولاد كأولاد الأولاد متأخر الاستحقاق عن الأولاد في المسألة الأولى كما يدل عليه كلام الروضة ا هـ

                                                                                                                              ( قوله : أو الأقرب ) إلى قوله ويدخل فيهم في النهاية إلا قوله وما ورد إلى ولتصريحه وقوله وله وجه ( قوله : بالجر إلخ ) ويجوز نصبه على الحال لكنه قليل لكون الأول معرفة ، ولعل هذا سبب ضبط المصنف له بالجر ا هـ ع ش ( قوله بدلا إلخ ) ، أو على إضمار فعل أي : وقفته على الأول فالأول ا هـ مغني ( قوله : يخالف ذلك ) أي دلالة ثم على الترتيب ( قوله : ثم سواها ) كذا في عدة نسخ مصححة ، ولعله سبق قلم فالآية ، ثم سواه ( قوله : والجواب ) أي : على الإشكال بالأقوال الثلاثة المذكورة ( قوله : ولتصريحه ) أي : الوقف عطف على دلالة ثم إلخ ( قوله : به ) أي الترتيب و ( قوله : في الثانية ) أي : في مسألة الواو بصورها الثلاث ( قوله : وعمل ) إلى قوله وبحث السبكي في المغني إلا قوله وله وجه ( قوله : وعمل به إلخ ) هذا تصريح باعتبار الترتيب فيمن بعد البطون الثلاثة المذكورة أيضا ا هـ سم

                                                                                                                              ( قوله : وعمل به ) أي : بالترتيب ( فيما لم يذكره ) أي : فيمن بعد البطن الثالث من البطون الداخلة في قوله ما تناسلوا من غير ذكرها صراحة و ( قوله في الأولى ) أي : في مسألة ، ثم و ( قوله : ؛ لأن ما تناسلوا ) أي أن هذا القول ( قوله : بالصفة ) متعلق بالتعميم و ( قوله : وهي ) أي الصفة ش ا هـ سم ( قوله : وظاهر كلامه إلخ ) عبارة المغني ، والأسنى لا وجه لتخصيص ما تناسلوا بالأولى مع أنه لا حاجة إليه فيها بل إن ذكره فيها وفي البقية لم يكن الوقف والترتيب خاصين بالطبقتين الأوليين وإلا اختصا بهما كما صرح به القاضي وغيره ويكون بعدهما منقطع الآخر ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله : وله وجه إلخ ) عبارة النهاية ولا وجه كما صرح به جمع إلخ ( قوله : فإن ) بسكون النون ( حذفه ) أي : قيد ما تناسلوا ( قوله : بين البطنين إلخ ) المذكور في الأولى ثلاث بطون اللهم إلا أن يريد بضمير التثنية في قوله من إحداهما صورتي الثانية فليتأمل ا هـ سم ويحتمل بل هو الأقرب أن الشارح سرى إليه هذا التعبير من شرحي الروض ، والمنهج ومتنهما اقتصرا في المسألتين على ذكر البطنين فقط

                                                                                                                              ( قوله : ثم حدث لأخيه ولد استحق ) ، والظاهر استقلاله بالاستحقاق دون ولد ولد بنته ، والفرق بينه وبين ما سيأتي فيما لو وقف على أولاده ولم يكن للواقف عند الوقف إلا ولد الوالد ، ثم حدث له ولد حيث يشاركه أنه ، ثم لما لم يكن للواقف عند الوقف إلا ولد الوالد حملنا اللفظ على ما يشمله كما سيأتي لظهور إرادة الواقف له فصار في رتبة الولد وأما هنا فإنما أعطينا ولد ولد البنت لمجرد فقد ابن الأخ على أنه عطف هنا بثم المقتضية للترتيب بخلافه ثم فاندفع بحث الشيخ ع ش التشريك أخذا مما يأتي ا هـ رشيدي وقوله حيث [ ص: 264 ] يشاركه أي : عند النهاية ، والمغني خلافا للشارح .




                                                                                                                              الخدمات العلمية