الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          س ر ر : ( السر ) الذي يكتم وجمعه ( أسرار ) . و ( السريرة ) مثله وجمعها ( سرائر ) . و ( السر ) بالضم ما تقطعه القابلة من ( سرة ) الصبي تقول : عرفت ذلك قبل أن يقطع ( سرك ) ولا تقل : ( سرتك ) لأن ( السرة ) لا تقطع وإنما هي الموضع الذي قطع منه السر . و ( السرر ) بفتح السين وكسرها لغة في السر يقال : قطع ( سرر ) الصبي و ( سرره ) وجمعه ( أسرة ) وجمع ( السرة ) ( سرر ) وسرات . و ( سر ) الصبي قطع سرره وبابه رد . وأما قول أبي ذؤيب :

                                                          بآية ما وقفت والركا ب بين الحجون وبين ( السرر ) فإنما عنى به الموضع الذي سر فيه الأنبياء عليهم السلام وهو على أربعة أميال من مكة . وفي بعض الحديث أنه بالمأزمين من منى كانت فيه دوحة قال ابن عمر رضي الله تعالى عنه : سر تحتها سبعون نبيا أي قطعت سررهم . و ( السرية ) الأمة التي بوأتها بيتا وهي فعلية منسوبة إلى السر وهو الإخفاء لأن الإنسان كثيرا ما يسرها ويسترها عن حرته . وإنما ضمت سينه لأن الأبنية قد تغير في النسب خاصة كما قالوا في النسبة إلى الدهر : دهري وإلى الأرض السهلة سهلي بضم أولهما والجمع ( السراري ) . وقال الأخفش : هي مشتقة من السرور لأنه يسر بها يقال : ( تسرر ) جارية و ( تسرى ) أيضا كما قالوا : تظنن وتظنى . و ( السرور ) ضد الحزن وقد ( سره ) يسره بالضم ( سرورا ) و ( مسرة ) أيضا كمبرة . و ( سر ) الرجل على ما لم يسم فاعله فهو ( مسرور ) . وجمع ( السرير ) ( أسرة ) و ( سرر ) بضم الراء وبعضهم يفتحها استثقالا لاجتماع الضمتين مع التضعيف . وكذا ما أشبهه من الجموع نحو ذليل وذلل . وقد يعبر بالسرير عن الملك والنعمة . و ( سرر ) الشهر بفتحتين آخر ليلة منه وكذا ( سراره ) بفتح السين وكسرها وهو مشتق من قولهم : ( استسر ) القمر أي خفي ليلة ( السرار ) فربما كان ليلة وربما كان ليلتين . و ( السرر ) كالعنب بالكسر ما على الكمأة من القشور والطين وجمعه ( أسرار ) . و ( السرر ) أيضا واحد ( أسرار ) الكف والجبهة وهي خطوطها وجمع الجمع ( أسارير ) . وفي الحديث : " تبرق أسارير وجهه " و ( السرار ) بالكسر لغة في السرر وجمعه ( أسرة ) كحمار وأحمرة . و ( سره ) طعنه في سرته . و ( السراء ) الرخاء وهو ضد الضراء . و ( أسر ) الشيء كتمه وأعلنه وفسر بهما قوله تعالى : وأسروا الندامة وأسر إليه حديثا أي أفضى إليه به . وأسر إليه المودة وبالمودة . و ( ساره ) في أذنه ( مسارة ) و ( سرارا ) بالكسر و ( تساروا ) تناجوا .

                                                          سرية في س ر ر وفي س ر ا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية