الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          [ ص: 32 ] ب ر د : ( البرد ) ضد الحر ، و ( البرودة ) ضد الحرارة ، وقد ( برد ) الشيء من باب سهل ، و ( برده ) غيره من باب نصر فهو ( مبرود ) و ( برده ) أيضا ( تبريدا ) ولا يقال أبرده إلا في لغة رديئة وقولهم : لا ( تبرد ) عن فلان أي إن ظلمك فلا تشتمه فتنقص من إثمه . وهذا ( مبردة ) للبدن بوزن متربة . قال الأصمعي : قلت لأعرابي : ما يحملكم على نومة الضحى ؟ قال إنها مبردة في الصيف مسخنة في الشتاء . و ( برد الحديد بالمبرد ) و ( البرادة ) بالضم ما سقط منه و ( برد ) عينه ( بالبرود ) كحلها به و ( برد ) له عليه كذا أي وجب وثبت مثل ذاب ، وله عليه ألف ( بارد ) . وسموم بارد أي ثابت لا يزول . و ( البرد ) النوم ومنه قوله تعالى : لا يذوقون فيها بردا والبرد أيضا الموت وباب الخمسة نصر . و ( البردة ) بفتحتين التخمة وفي الحديث : " أصل كل داء البردة " و ( البرد ) حب الغمام ، تقول منه ( بردت ) الأرض والقوم أيضا على ما لم يسم فاعله وسحاب ( برد ) بكسر الراء ، و ( أبرد ) أي صار ذا برد وسحابة ( بردة ) أيضا . و ( البرود ) بفتح الباء البارد وهو أيضا كل ما بردت به شيئا . نحو برود العين وهو كحل و ( البرد ) من الثياب جمعه ( برود ) و ( أبراد ) و ( البردة ) كساء أسود مربع فيه صغر تلبسه الأعراب ، والجمع ( برد ) بفتح الراء . و ( البريد ) المرتب ، يقال : حمل فلان على البريد . والبريد أيضا اثنا عشر ميلا . وصاحب البريد قد ( أبرد ) إلى الأمير فهو ( مبرد ) والرسول ( بريد ) . قلت : قال الأزهري : قيل لدابة البريد بريد لسيره في البريد . وقال غيره : البريد البغلة المرتبة في الرباط تعريب بريده دم ثم سمي به الرسول المحمول عليها ثم سميت به المسافة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية