الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          ح م ل : ( حمل ) الشيء على ظهره و ( حملت ) المرأة والشجرة ، الكل من باب ضرب . قلت : وقوله تعالى : فإنه يحمل يوم القيامة وزرا لا اختصاص له بالمحمول على الظهر . وقوله تعالى : وساء لهم يوم القيامة حملا لا دلالة فيه على المصدر لأنه اسم لمحمول . وكذا قوله تعالى : حملا خفيفا لا دلالة فيه على المصدر لأنه اسم للمحمول أيضا . فاستشهاد الجوهري رحمه الله تعالى بالآيتين فيه نظر . وقال الأزهري : ( حمل ) الشيء يحمله ( حملا ) و ( حملانا ) . و ( الحمل ) ما تحمل الإناث في بطونها . والحمل ما يحمل على الظهر . وأما حمل الشجرة فقيل : ما ظهر منه فهو حمل ، وما بطن فهو حمل . وقيل : كله حمل لأنه لازم غير بائن . قال ابن السكيت : الحمل بالفتح ما كان في بطن أو على رأس شجرة ، والحمل بالكسر ما كان على ظهر أو على رأس . قال الأزهري : وهذا هو الصواب وهو قول الأصمعي . ويقال : امرأة ( حامل ) و ( حاملة ) إذا كانت حبلى فمن قال : حامل ، قال : هذا نعت لا يكون إلا للإناث ، ومن قال : حاملة بناه على حملت فهي حاملة وأنشد :


                                                          تمخضت المنون له بيوم أنى ولكل حاملة تمام

                                                          فإذا حملت المرأة شيئا على ظهرها أو على رأسها فهي حاملة لا غير لأن الهاء إنما تلحق للفرق ، فما لا يكون للمذكر لا حاجة فيه إلى علامة التأنيث ، فإن أتي بها فإنما هو على الأصل . هذا قول أهل الكوفة . وقال أهل البصرة : هذا غير مستمر لأن العرب تقول : رجل أيم وامرأة أيم ورجل عانس وامرأة عانس مع الاشتراك وقالوا : امرأة مصبية وكلبة مجرية مع الاختصاص . قالوا : والصواب أن يقال : إن قولهم : حامل وطالق وحائض ونحوها أوصاف مذكرة وصف بها الإناث كما أن الربعة والراوية والخجأة أوصاف مؤنثة وصف بها الذكور . وذكر ابن دريد أن حمل الشجرة فيه لغتان الفتح والكسر . قلت : وكذا ذكر ثعلب في الفصيح . و ( الحملة ) بفتحتين جمع حامل يقال : هم حملة العرش وحملة القرآن . و ( حمل ) عليه في الحرب ( حملة ) . و ( حمل ) على نفسه في السير أي جهدها فيه . و ( حمل ) به ( حمالة ) بالفتح أي كفل . وحمل إدلاله و ( احتمل ) بمعنى . و ( الحمل ) بفتحتين الخروف والجمع ( حملان ) . و ( الحمل ) أيضا أول البروج . و ( أحمله ) أعانه على الحمل و ( استحمله ) سأله أن يحمله . و ( حمله ) الرسالة تحميلا كلفه حملها و ( تحمل ) الحمالة [ ص: 82 ] حملها و ( تحملوا ) و ( احتملوا ) بمعنى أي ارتحلوا . و ( تحامل ) عليه مال . وتحامل على نفسه تكلف الشيء على مشقة . و ( المحمل ) بوزن المجلس واحد ( محامل ) الحاج . و ( المحمل ) بوزن المرجل علاقة السيف وهو السير الذي تقلده المتقلد وكذا ( الحمالة ) بالكسر والجمع ( الحمائل ) بالفتح . هذا قول الخليل . وقال الأصمعي : ( حمائل ) السيف لا واحد لها من لفظها ، وإنما واحدها ( محمل ) بوزن مرجل . و ( الحمولة ) بالفتح الإبل التي تحمل وكذا كل ما احتمل عليه الحي من حمار وغيره سواء كانت عليه الأحمال أو لم تكن . وفعول تدخله الهاء إذا كان بمعنى مفعول به . والحمولة بالضم الأحمال . وأما ( الحمول ) بالضم بلا هاء فهي الإبل التي عليها الهوادج سواء كان فيها نساء أو لم يكن .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية