الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وإن قلتم : أوجبنا له بذلك الإلهية لقول أرميا النبي عن ولادته : وفي ذلك الزمان ( يقوم لداود ابن ) ، وهو ضوء النهار ، يملك الملك ، ويقيم الحق والعدل في الأرض ، ويخلص من آمن به من اليهود ومن بني إسرائيل ومن غيرهم ، ويبقى بيت المقدس بغير مقابل ، ويسمى الإله .

فقد تقدم أن اسم الإله في الكتب المتقدمة وغيرها قد أطلق على غيره وهو بمنزلة الرب والسيد والآب ، ولو كان عيسى هو الله لكان أجل من أن يقال : ويسمى الإله ، وكان يقول وهو الله ، فإن الله سبحانه وتعالى لا يعرف بمثل هذا ، وفي هذا الدليل الذي جعلتموه به إلها أعظم الأدلة على أنه عبد ، وأنه ابن البشر ، فإنه قال : ويقوم لداود ابن ، فهذا الذي [ ص: 507 ] قام لداود هو الذي سمى بالإله ، فعلم أن هذا الاسم لمخلوق مصنوع مولود لا لرب العالمين وخالق السماوات والأرضين .

التالي السابق


الخدمات العلمية