الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ولا ) يكره ( مس صبي لمصحف ولوح ) ولا بأس بدفعه إليه وطلبه منه للضرورة إذ الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر .

التالي السابق


. ( قوله : ولا يكره مس صبي إلخ ) فيه أن الصبي غير مكلف والظاهر أن المراد لا يكره لوليه أن يتركه يمس ، بخلاف ما لو رآه يشرب خمرا مثلا فإنه لا يحل له تركه .

( قوله : ولا بأس بدفعه إليه ) أي لا بأس بأن يدفع البالغ المتطهر المصحف إلى الصبي ، ولا يتوهم جوازه مع وجود حدث البالغ ح .

( قوله : للضرورة ) لأن في تكليف الصبيان وأمرهم بالوضوء حرجا بهم ، وفي تأخيره إلى البلوغ تقليل حفظ القرآن درر قال ط وكلامهم يقتضي منع الدفع والطلب من الصبي إذ لم يكن معلما .

( قوله : إذ الحفظ إلخ ) [ ص: 175 ] تنوير على دعوى الضرورة المبيحة لتعجيل الدفع قبل الكبر ، وقوله كالنقش في الحجر : أي من حيث الثبات والبقاء . قال الشارح في الخزائن وهذا حديث أخرجه البيهقي في المدخل ، لكن بلفظ " { العلم في الصغر كالنقش في الحجر } " ومما أنشد نفطويه لنفسه :

أراني أنسى ما تعلمت في الكبر ولست بناس ما تعلمت في الصغر وما العلم إلا بالتعلم في الصبا
وما الحلم إلا بالتحلم في الكبر وما العلم بعد الشيب إلا تعسف
إذا كل قلب المرء والسمع والبصر ولو فلق القلب المعلم في الصبا
لأبصر فيه العلم كالنقش في الحجر

ا هـ فتال .




الخدمات العلمية