الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
19894 8727 - (20407) - (5\39) عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، وعن رجل، آخر وهو في نفسي أفضل من عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة، قال عبد الله: قال غير أبي: عن يحيى في هذا الحديث: " أفضل في نفسي حميد بن عبد الرحمن "، أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس بمنى، فقال: " ألا تدرون أي يوم هذا؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، فقال: " أليس بيوم النحر؟ " قلنا: نعم، قال: " أي بلد هذا؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: " أليس بالبلدة؟ " قلنا: بلى يا رسول الله، قال: " فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم، [ ص: 151 ] وأبشاركم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلغت؟ " قلنا: نعم، قال: " اللهم اشهد، ليبلغ الشاهد الغائب، فإنه رب مبلغ يبلغه من هو أوعى له منه " فكان كذلك وقال: " لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض "، فلما كان يوم حرق ابن الحضرمي، حرقه جارية بن قدامة قال: أشرفوا على أبي بكرة، فقالوا: هذا أبو بكرة، فقال عبد الرحمن: فحدثتني أمي، أن أبا بكرة قال: " لو دخلوا علي ما بهشت إليهم بقصبة ".

التالي السابق


* قوله : "وأبشاركم": كأن المراد بالأعراض: البواطن، وبالأبشار: الظواهر.

* "جارية بن قدامة": عامل علي على البصرة.

* "ما بهشت": أي: ما أقبلت وأسرعت إليهم أدفعهم عني بقصبة.

* * *




الخدمات العلمية