الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
20802 9073 - (21309) - (5\147) عن أبي زرعة السيباني، عن قنبر، حاجب معاوية، قال: كان أبو ذر يغلظ لمعاوية، قال: فشكاه إلى عبادة بن الصامت، وإلى أبي الدرداء، وإلى عمرو بن العاص، وإلى أم حرام، فقال: إنكم قد صحبتم كما صحب، ورأيتم كما رأى، فإن رأيتم أن تكلموه. ثم أرسل إلى أبي ذر، فجاء فكلموه، فقال: " أما أنت يا أبا الوليد، فقد أسلمت قبلي، ولك السن والفضل علي، وقد كنت أرغب بك عن مثل هذا المجلس، وأما أنت يا أبا الدرداء، فإن كادت وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تفوتك، ثم أسلمت، فكنت من صالحي المسلمين، [ ص: 397 ] وأما أنت يا عمرو بن العاص، فقد جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما أنت يا أم حرام، فإنما أنت امرأة، وعقلك عقل امرأة، وما أنت وذاك؟ " قال: فقال عبادة: لا جرم لا جلست مثل هذا المجلس أبدا ".

التالي السابق


* قوله : "يغلظ": من التغليظ.

* "فقال: أما أنت يا أبا الوليد": أي: قال لعبادة بن الصامت.

* "أسلمت قبلي": لا يخفى أن أبا ذر أسلم بمكة، فكأن إسلامه كان بعد ليلة العقبة وعبادة أسلم ليلة العقبة، والله تعالى أعلم.

* "أرغب بك": "الباء" للتعدية؛ أي: أجعلك راغبا عن مثل هذا المجلس، وهو أن تقوم على الذي يقول الصواب، وتنصر خلافه.

* "وما أنت وذاك": هكذا "بالواو" في النسخ، والظاهر "الفاء" والخطاب مع معاوية، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية