الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
19510 8554 - (20012) - (4\447) عن حكيم بن معاوية، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن رجلا كان فيمن كان قبلكم رغسه الله مالا وولدا حتى ذهب عصر، وجاء عصر. فلما حضرته الوفاة قال: أي بني، أي أب كنت لكم؟ قالوا: خير أب. قال: فهل أنتم مطيعي؟ قالوا: نعم. قال: انظروا إذا مت أن تحرقوني حتى تدعوني فحما ". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ففعلوا ذلك، ثم اهرسوني بالمهراس " يومئ بيده. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ففعلوا والله ذلك، ثم اذروني في البحر في يوم ريح لعلي أضل الله". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ففعلوا والله ذلك. فإذا هو في قبضة الله فقال: "يا ابن آدم ما حملك على ما صنعت؟ " قال: أي رب، مخافتك. قال: فتلافاه الله بها".

التالي السابق


* قوله : " رغسه": كمنع، يقال: أرغسه الله مالا ، ورغسه؛ أي: أكثر له وبارك فيه.

* "حتى تدعوني": - بفتح الدال - أي: تتركوني.

* "ثم اهرسوني": من كلام الرجل، يقال: هرسه؛ من باب نصر؛ أي: دقه، والهرس: دق الشيء، ولذلك سميت الهريسة، وقيل: الهريس: الحب المدقوق بالمهراس قبل أن يطبخ، فإذا طبخ، فهو الهريسة - بالهاء - والمهراس - بكسر الميم - : حجر مستطيل ينقر ويدق فيه.

[ ص: 36 ]

* "ثم اذروني": من ذرا؛ كدعا؛ أي: فرقوني.

* "أضل": - بفتح فكسر - أي: أفوته، ويخفى عليه مكاني، وقيل: لعلي أغيب عن عذاب الله، ولعله قال ذلك عند غلبة الخوف عليه؛ بحيث طار عقله، وإلا فاعتقاد مثله كفر.

* "فتلافاه": من التلافي.

* * *




الخدمات العلمية