الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثامن في كيفية بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                                                                              قد ورد ذلك من حديث : خديجة رضي الله تعالى عنها . رواه البيهقي .

                                                                                                                                                                                                                              وعائشة رضي الله تعالى عنها . رواه الشيخان .

                                                                                                                                                                                                                              وعبيد بن عمير الليثي . رواه ابن إسحاق . وابن الجوزي في الوفا .

                                                                                                                                                                                                                              وسعيد بن المسيب . رواه موسى بن عقبة .

                                                                                                                                                                                                                              وسليمان بن طرخان التيمي . رواه أبو نعيم وابن عساكر .

                                                                                                                                                                                                                              وعمرو بن شرحبيل . رواه البيهقي وأبو نعيم .

                                                                                                                                                                                                                              وابن شهاب . رواه أبو نعيم والبيهقي .

                                                                                                                                                                                                                              وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم رواه الدولابي : أن أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة- وفي رواية : الصادقة- في النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، فرأى وهو بمكة أن آت أتاه ومعه صاحبان له فنظروا إليه فقالوا : هو هو ولم يأن له بعد . فهاله ذلك وذكره لعمه فقال : يا ابن أخي ليس بشيء ، حلمت . ثم رجع إليه بعد ذلك فقال : يا عم سطا بي الرجل الذي ذكرت لك فأدخل يده في جوفي حتى أجد بردها . فخرج به عمه إلى رجل من أهل الكتاب يتطبب بمكة فحدثه حديثه وقال عالجه فصوب به وصعد وكشف عن قدميه ونظر بين كتفيه وقال : يا عبد مناف ابنك هذا طيب طيب ، للخير فيه علامات ، إن ظفرت به يهود قتلته ، وليس الرئي من الشيطان ولكنه من النواميس الذين يتحسسون القلوب للنبوة . فرجع به .

                                                                                                                                                                                                                              ثم رأى في منامه أن سقف بيته نزعت منه خشبة وأدخل فيه سلم من فضة ثم نزل إليه رجلان ، فأراد أن يستغيث فمنع الكلام فقعد أحدهما إليه والآخر إلى جنبه ، فأدخل أحدهما يده في جنبه فنزع ضلعين منه ، فأدخل يده في جوفه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يجد بردها فأخرج قلبه [ ص: 233 ] فوضعه على كفه فقال لصاحبه : نعم القلب قلب رجل صالح . فطهر قلبه وغسله ثم أدخل القلب مكانه ورد الضلعين ، ثم ارتفعا ورفعا سلمهما فإذا السقف كما هو ، فذكر لخديجة بنت خويلد فقالت له : أبشر فإن الله لا يصنع بك إلا خيرا هذا خير فأبشر .


                                                                                                                                                                                                                              وفي حديث عبيد بن عمير أنه صلى الله عليه وسلم رأى في منامه أيضا جبريل ومعه نمط من ديباج فيه كتاب فقال له اقرأ . فقال له : ما أقرأ . فغته به حتى ظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه الموت ، ثم أرسله فقال : اقرأ . قال : ما أقرأ . فغته به حتى ظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه الموت ، ثم أرسله فقال له اقرأ . قال : ماذا أقرأ- ما قال ذلك إلا افتداء منه أن يعود إليه بمثل ما صنع- قال : اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم [العلق : 1] فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انتهى فانصرف جبريل وهب رسول الله صلى الله عليه وسلم من نومه ، قال : فكأنما كتب في قلبي كتابا ، فذكر ذلك لخديجة فقالت : أبشر فإن الله لا يصنع بك إلا خيرا .

                                                                                                                                                                                                                              ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلو شهر رمضان بغار حراء- وفي لفظ يلحق- ومعه أهله فيتحنث- وفي لفظ : فيتحنف- فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع- وفي لفظ : يرجع- إلى أهله ويتزود لذلك ويطعم من جاءه من المساكين ، فإذا رجع من جواره كان أول ما يبدأ به إذا انصرف قبل أن يدخل بيته الكعبة ، فيطوف بها سبعا أو ما شاء الله ، ثم يرجع إلى بيته فيتزود لمثلها .

                                                                                                                                                                                                                              فقال لخديجة يوما : لما قضيت جواري هبطت فنوديت فنظرت عن يميني فلم أر شيئا فنظرت عن شمالي فلم أر شيئا فرفعت رأسي فرأيت شيئا بين السماء والأرض فقلت : دثروني دثروني وصبوا علي ماء باردا .


                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية أبي الأسود عن عروة عن عائشة قالت : كان أول شأنه يرى في المنام ، وكان أول ما رأى جبريل بأجياد وصرخ جبريل : يا محمد أنا جبريل . فنظر يمينا وشمالا فلم ير شيئا فرفع بصره فإذا هو على أفق السماء فقال : يا محمد أنا جبريل . فهرب فدخل في الناس فلم ير شيئا ، ثم خرج عنهم فناداه ثم هرب ثم استعلن جبريل من قبل حراء . انتهى .

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية : إني إذا خلوت وحدي أرى ضوءا وأسمع نداء : يا محمد أنا جبريل . وقد والله خشيت أن يكون هذا أمرا . فقالت : معاذ الله ما كان الله ليفعل ذلك بك ، إنك لتؤدي الأمانة وتصل الرحم وتصدق الحديث . فلما دخل أبو بكر ذكرت خديجة حديثه له وقالت : اذهب مع محمد إلى ورقة بن نوفل فإنه رجل يقرأ الكتب فيذكر له ما يسمع . فانطلقا إليه فقصا عليه فقال : إذا خلوت وحدي سمعت نداء خلفي : يا محمد أنا جبريل . فأنطلق هاربا . [ ص: 234 ]

                                                                                                                                                                                                                              فقال ورقة : سبوح سبوح! وما لجبريل يذكر في هذه الأرض التي يعبد فيها الأوثان ، جبريل أمين الله تعالى على وحيه بينه وبين رسله ، لا تفعل إذا أتاك فاثبت حتى تسمع ما يقول ثم ائتني فأخبرني . فخرج ذات ليلة فسمع : السلام عليكم قال فظنها فجأة الجن ، فجاء مسرعا حتى دخل على خديجة فقالت : ما شأنك فأخبرها ، فقالت : أبشر فإن السلام خير . فخرج مرة أخرى إلى حراء . قال : فخرجت حتى إذا كنت في وسط من الجبل سمعت صوتا من السماء يقول : يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل . فرفعت رأسي إلى السماء أنظر فإذا جبريل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء فرفعت أنظر إليه فما أتقدم وما أتأخر وجعلت أصرف وجهي عنه في آفاق السماء فلا أنظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك ، فما زلت واقفا ما أتقدم أمامي وما أتأخر ورائي حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي فبلغوا مكة ورجعوا إليها وأنا واقف في مكاني ذلك ثم انصرفت راجعا إلى أهلي حتى أتيت خديجة فجلست إليها فقالت : ياأبا القاسم أين كنت؟ فو الله لقد بعثت رسلي في طلبك فبلغوا مكة ورجعوا إلي . ثم حدثتها بالذي رأيت فقالت : أبشر يا ابن عم واثبت ، فوالذي نفسي بيده إني أرجو أن تكون نبي هذه الأمة . ثم قامت فجمعت عليها ثيابها ثم انطلقت إلى ورقة فأخبرته بما أخبرها به فقال ورقة : قدوس قدوس! والذي نفسي بيده لئن كنت صدقتيني يا خديجة لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى ، وإنه لنبي هذه الأمة ، فقولي له فليثبت .

                                                                                                                                                                                                                              فرجعت خديجة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بقول ورقة ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم جواره وانصرف صنع كما كان يصنع ، بدأ بالكعبة فطاف فلقيه ورقة فقال له : يا ابن أخي أخبرني بما رأيت وسمعت . فأخبره فقال له ورقة : والذي نفسي بيده إنك لنبي هذه الأمة ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء موسى ولتكذبنه ولتقاتلنه ولتؤذينه ، ولئن أدركت ذلك لأنصرن الله نصرا يعلمه . ثم أدنى رأسه منه فقبل يافوخه .

                                                                                                                                                                                                                              وقالت خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا ابن عم أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا والذي نفسي بيده إذا جاءك؟ قال : نعم . قالت : فإذا جاءك فأخبرني به . فجاءه جبريل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا خديجة هذا جبريل قد جاءني فقالت : قم يا ابن عمي فاجلس على فخذي اليسرى . فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عليها ، فقالت : هل تراه؟ قال : نعم . قالت : فتحول فاقعد على فخذي اليمنى فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس على فخذها اليمنى فقالت : هل تراه؟ قال نعم . فحسرت فألقت خمارها ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في حجرها ثم قالت : هل تراه؟ قال : لا . قالت يا ابن عم اثبت وأبشر فوالله إنه لملك ما هذا شيطان .
                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 235 ]

                                                                                                                                                                                                                              قال البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه : عرض جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم ليلة السبت وليلة الأحد ، ثم أتاه بالرسالة ليلة الاثنين ففجأه الحق- وفي لفظ : فجاءه الحق- وهو في غار حراء

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية : فأتاه جبريل وميكائيل ، فنزل جبريل وبقي ميكائيل واقفا بين السماء والأرض ، فقال أحدهما لصاحبه : أهو هو؟ قال : هو هو . قال : فزنه برجل . فوزنه به فرجحه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                              قال : زنه بعشرة فوزنه فرجحهم . قال : زنه بمائة . فوزنه فرجحهم . قال : زنه بألف . فوزنه فرجحهم . ثم جعلوا يتساقطون عليه من كفة الميزان فقال ميكائيل : تبعته أمته ورب الكعبة . ثم أجلس على بساط كهيئة الدرنوك ، فيه الياقوت واللؤلؤ ، فقال أحدهما لصاحبه : شق بطنه .

                                                                                                                                                                                                                              فشقه فأخرج منه مغمز الشيطان وعلق الدم فطرحها فقال أحدهما لصاحبه : اغسل بطنه غسل الإناء واغسل قلبه غسل الملاء . ثم قال أحدهما لصاحبه : خط بطنه . فخاطه . ثم أجلساه فبشره جبريل برسالة ربه حتى اطمأن النبي صلى الله عليه وسلم فقال له جبريل : اقرأ فقال : ما أنا بقارئ . فغطه حتى بلغ منه الجهد ، ثم أرسله فقال له اقرأ قال : ما أنا بقارئ . فغطه حتى بلغ منه الجهد ، ثم أرسله فقال له اقرأ قال : ما أنا بقارئ فغطه حتى بلغ منه الجهد .

                                                                                                                                                                                                                              ثم أرسله فقال : اقرأ أوجد القراءة . مبتدئا باسم ربك الذي خلق الخلائق خلق الإنسان الجنس من علق جمع علقة وهي القطعة اليسيرة من الدم الغليظ وجمعها لأن الإنسان في معنى الجمع اقرأ تأكيد للأول . وربك الأكرم الذي لا يوازيه كريم . الذي علم الخط بالقلم وأول من خط إدريس صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                              ثم أفرد ما هو أشرف وأظهر صنيعا وتدبيرا وأدل على وجوب العبادة المقصودة من القراءة فقال : علم الإنسان الجنس ما لم يعلم قبل تعليمه من الهدى والكتابة والصناعة وغيرها .

                                                                                                                                                                                                                              وهذا القدر من هذه السورة هو الذي نزل أولا بخلاف بقية السورة فإنما نزل بعد ذلك فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله ترجف بوادره . وفي لفظ : فؤاده . لا يلقاه حجر ولا شجر إلا قال : السلام عليك يا رسول الله .

                                                                                                                                                                                                                              فرجع إلى بيته وهو موقن قد فاز فوزا عظيما فدخل على خديجة فقال : «زملوني زملوني» . فزملوه حتى ذهب عنه الروع . قال أرأيتك الذي كنت أخبرتك أني رأيته في المنام؟

                                                                                                                                                                                                                              فإنه جبريل استعلن لي أرسله إلي ربي . وأخبرها الخبر . وقال : لقد خشيت على نفسي . فقالت خديجة : كلا أبشر فو الله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتقري الضيف وتصدق الحديث وتؤدي الأمانة وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق ، فاقبل الذي جاءك من الله فإنه حق ، وأبشر فإنك رسول الله حقا .

                                                                                                                                                                                                                              ثم انطلقت حتى أتت غلاما لعتبة بن ربيعة بن عبد شمس نصرانيا من أهل نينوى يقال [ ص: 236 ]

                                                                                                                                                                                                                              له عداس ، فقالت له يا عداس أذكرك الله إلا ما أخبرتني هل عندكم علم من جبريل؟ فقال عداس : قدوس قدوس ما شأن جبريل يذكر بهذه الأرض التي أهلها أهل الأوثان . فقالت : أخبرني بعلمك فيه . قال : هو أمين الله بينه وبين النبيين ، وهو صاحب موسى وعيسى .

                                                                                                                                                                                                                              فرجعت من عنده فانطلقت برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ورقة بن نوفل بن أسد ابن عم خديجة وكان امرءا قد تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي فيكتب من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخا قد عمي ، فقالت له خديجة : يا ابن عم اسمع من ابن أخيك فقال له ورقة : يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى فقال له ورقة : أبشر فأنا أشهد أنك الذي بشر به ابن مريم . هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى . وفي لفظ : وإنك على مثل ناموس موسى ، وإنك لنبي مرسل وستؤمر بالجهاد بعد يومك هذا ، ولئن أدركني ذلك لأجاهدن معك ، يا ليتني فيها جذعا . وفي لفظ جذع . ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك

                                                                                                                                                                                                                              فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مخرجي هم؟ فقال : نعم . لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي . وفي لفظ : أوذي . وفي رواية : لتكذبنه ولتؤذينه ولتقاتلنه ، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ، ثم أدنى رأسه منه فقبل يافوخه ، ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي .

                                                                                                                                                                                                                              وقال ورقة في ذلك أشعارا منها قوله :


                                                                                                                                                                                                                              يا للرجال وصرف الدهر والقدر وما لشيء قضاه الله من غير     حتى خديجة تدعوني لأخبرها
                                                                                                                                                                                                                              أمرا أراه سيأتي الناس من أخر     وخبرتني بأمر قد سمعت به
                                                                                                                                                                                                                              فيما مضى من قديم الدهر والعصر     بأن أحمد يأتيه ويخبره
                                                                                                                                                                                                                              جبريل أنك مبعوث إلى البشر     فقلت عل الذي ترجين ينجزه
                                                                                                                                                                                                                              لك الإله فرجي الخير وانتظري     وأرسليه إلينا كي نسائله
                                                                                                                                                                                                                              عن أمره ما يرى في النوم والسهر     فقال حين أتانا منطقا عجبا
                                                                                                                                                                                                                              يقف منه أعالي الجلد والشعر     إني رأيت أمين الله واجهني
                                                                                                                                                                                                                              في صورة أكملت من أعظم الصور     ثم استمر فكاد الخوف يذعرني
                                                                                                                                                                                                                              مما يسلم من حولي من الشجر     فقلت ظني وما أدري أيصدقني
                                                                                                                                                                                                                              أن سوف تبعث تتلو منزل السور     وسوف أنبيك إن أعلنت دعوتهم
                                                                                                                                                                                                                              من الجهاد بلا من ولا كدر .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : [ ص: 237 ]

                                                                                                                                                                                                                              فإن يك حقا يا خديجة فاعلمي     حديثك إيانا فأحمد مرسل
                                                                                                                                                                                                                              وجبريل يأتيه وميكال معهما     من الله وحي يشرح الصدر منزل
                                                                                                                                                                                                                              يفوز به من فاز فيها بتوبة     ويشقى به الغالي القوي المضلل
                                                                                                                                                                                                                              فريقان منهم فرقة في جنانه     وأخرى بأحواز الجحيم تعلل
                                                                                                                                                                                                                              فسبحان من تهوي الرياح بأمره     ومن هو في الأيام ما شاء يفعل
                                                                                                                                                                                                                              ومن عرشه فوق السماوات كلها     وأقضاؤه في خلقه لا تبدل



                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية