الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              تنبيهات

                                                                                                                                                                                                                              الأول : قال الحافظ رحمه الله تعالى : عرف من مجموع الروايات أن الذي شاب في عنفقته صلى الله عليه وسلم أكثر من الذي شاب في غيرها . وقول أنس لما سأله قتادة هل خضب ؟ «إنما كان شيء في صدغيه» أراد أنه لم يكن في شعره ما يحتاج إلى الخضاب . وقد صرح بذلك في رواية محمد بن سيرين السابقة .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : اختلف في عدد الشعرات التي شابت في رأسه صلى الله عليه وسلم ولحيته . فمقتضى حديث عبد الله بن بسر أن شيبه صلى الله عليه وسلم كان لا يزيد على عشر شعرات لإيراده بصيغة القلة . وفي رواية ابن سعد : لم يبلغ ما في لحيته من الشعر عشرين شعرة . قال حميد : وأومأ إلى عنفقته سبع عشرة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أيضا عن ثابت عن أنس رضي الله تعالى عنه قال : ما كان في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحيته إلا سبع عشرة أو ثماني عشرة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن أبي خيثمة عن أنس رضي الله تعالى قال : لم يكن في لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرون شعرة بيضاء . قال حميد : كن سبع عشرة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الحاكم من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن أنس رضي الله تعالى عنه [ ص: 38 ] قال : لو عددت ما أقبل من شيبه صلى الله عليه وسلم في رأسه ولحيته ما كنت أزيدهن على إحدى عشرة .

                                                                                                                                                                                                                              وجمع العلامة البلقيني بين هذه الروايات بأنها تدل على أن شعراته البيض لم تبلغ عشرين شعرة ، والرواية الثانية توضح أن ما دون العشرين كان سبع عشرة ، فيكون كما ذكرناه :

                                                                                                                                                                                                                              العشرة في عنفقته والزائد عليها يكون في بقية لحيته لأنه قال في الرواية الثالثة : لم يكن في لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرون شعرة بيضاء ، واللحية تشمل العنفقة وغيرها . وكون العشرة في العنفقة بحديث عبد الله بن بسر والبقية بالأحاديث الأخر في بقية لحيته . وكون حميد أشار إلى عنفقته سبع عشرة ليس يعلم ذلك من نفس الحديث ، والحديث لا يدل إلى على ما ذكرنا من التوفيق . وأما الرواية الرابعة فلا تنافي كون العشرة على العنفقة والزائد على غيرها . وهذا الموضع موضع تأمل . انتهى .

                                                                                                                                                                                                                              الثالث : سيأتي الكلام في خصائصه صلى الله عليه وسلم في أبواب زينته .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية