الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ ص: 123 ] ومنها : أن المعنى الحقيقي له تعلق بالغير ، فإذا استعمل في معنى ولم يستعمل له تعلق فيكون مجازا فيه ، كالقدرة إذا أريد بها الصفة استعمل فيه المقدور ، وإن أريد بها المقدور كإطلاقها على النبات الحسن العجيب كما تقول لمن تنبهه على حسن النبات : انظر إلى قدرة الله أي : إلى مقدوره وهو النبات هنا لم يكن له متعلق ; إذ النبات لا مقدور له ذكره الغزالي ، وضعفه الإمام فخر الدين لاحتمال أن يكون اللفظ حقيقة فيها ويكون له بحسب إحدى حقيقتيه متعلق دون الأخرى . ورده القرطبي أيضا بأن عدم التعلق في المجاز هنا لم يكن لأجل المجاز ، بل لأنه نقل إلى النبات ولا متعلق له ، فلو نقل إلى شيء له متعلق كما لو أطلق على الإرادة قدرة مجازا لكان له تعلق .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية