الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4962 10 - حدثنا عمر بن حفص ، حدثنا أبي ، حدثنا الأعمش ، حدثنا مسلم ، عن مسروق ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : خيرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاخترنا الله ورسوله ، فلم يعد ذلك علينا شيئا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وعمر بن حفص يروي عن أبيه حفص بن غياث ، والأعمش هو سليمان ، ومسلم هو ابن صبيح - بالتصغير - أبو الضحى ، مشهور بكنيته أكثر من اسمه ، وقال بعضهم : وفي طبقته مسلم البطين . وهو من رجال البخاري ، لكنه وإن روى عنه الأعمش لا يروي عن مسروق ، وفي طبقتهما مسلم بن كيسان الأعور وليس هو من رجال الصحيح ولا له رواية عن مسروق . وقال الكرماني : ومسلم - بلفظ فاعل الإسلام - يحتمل أن يكون هو أبو الضحى بن صبيح - مصغر الصبح - وأن يكون مسلم البطين - بفتح الباء الموحدة - ابن أبي عمران ; لأنهما يرويان عن مسروق ويروي الأعمش عنهما ، ولا قدح بهذا الالتباس لأنهما يرويان بشرط البخاري . انتهى ، قلت : ذكر في كتاب رجال الصحيحين أن مسلما البطين سمع مسروقا روى عنه الأعمش ، فهذا يرد كلام بعضهم المذكور ، ولكن الحافظ المزي قال : مسلم بن صبيح أبو الضحى عن مسروق عن عائشة حديث " خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في الطلاق عن يحيى بن يحيى وغيره ، وأخرجه أبو داود فيه عن مسدد ، وأخرجه الترمذي في النكاح عن بندار ، وأخرجه النسائي فيه عن بشر بن خلف وفي الطلاق عن محمد بن عبد الأعلى وغيره ، وأخرجه ابن ماجه في الطلاق عن أبي بكر بن أبي شيبة .

                                                                                                                                                                                  قوله ( فلم يعد ) بضم العين وتشديد الدال ، من العدد ، ويروى " فلم يعدد " بفك الإدغام ، ويروى " فلم يعتد " بسكون العين وفتح التاء المثناة من فوق وتشديد الدال - من الاعتداد .

                                                                                                                                                                                  قوله ( ذلك ) إشارة إلى التخيير الذي يدل عليه قوله " خيرنا " .

                                                                                                                                                                                  قوله ( شيئا ) ; أي طلاقا ، وفي رواية مسلم : فلم يعده طلاقا .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية