الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4812 38 - حدثنا مسدد ، حدثنا يحيى ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : ألا تزوج ابنة حمزة ؟ قال : إنها ابنة أخي من الرضاعة .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للشق الثاني للترجمة ظاهرة ، ويحيى هو ابن سعيد القطان ، وجابر بن زيد هو أبو الشعثاء البصري مشهور بكنيته ، وأما [ ص: 93 ] جابر بن يزيد بالياء آخر الحروف في أول اسم أبيه فهو الكوفي وليس له في الصحيح شيء .

                                                                                                                                                                                  والحديث مر في كتاب الشهادات في باب الشهادة على الأنساب ومضى الكلام فيه هناك .

                                                                                                                                                                                  قوله : قيل للنبي صلى الله عليه وسلم ، القائل له هو علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه كذا قاله بعضهم ، ثم قال : كما أخرجه مسلم من حديثه قال : قلت : يا رسول الله ما لك تتوق في قريش وتدعنا ، قال : وعندكم شيء ؟ قلت : نعم ابنة حمزة ، الحديث . قلت : أخرج مسلم هذا الحديث من رواية أبي عبد الرحمن ، عن علي رضي الله تعالى عنه ، وأخرج أيضا عن ابن عباس نحو رواية البخاري ، وأخرج أيضا من حديث أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أين أنت يا رسول الله عن ابنة حمزة الحديث ، فمن أين تعين في حديث ابن عباس أن القائل فيه هو علي حتى جزم هذا القائل أن القائل للنبي صلى الله عليه وسلم هو علي بن أبي طالب ، فلم لا يجوز أن تكون أم سلمة أو غيرها .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ألا تزوج " بفتح التاء المثناة من فوق وتشديد الواو وضم الجيم أصله تتزوج ، فحذفت إحدى التاءين وروي أيضا بلا حذف التاء ، قوله : " إنها " أي إن بنت حمزة بنت أخي من الرضاعة ; لأن ثويبة أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما كانت أرضعت حمزة ، وقال ابن إسحاق : كان حمزة أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين ، وقيل : بأربع ، وثويبة بضم الثاء المثلثة مصغر ثوبة وكانت مولاة لأبي لهب بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم فأعتقها واختلف في إسلامها وذكرها ابن منده في الصحابة ، وقال أبو نعيم : ولا أعلم أحدا أثبت إسلامها غير ابن منده وكان صلى الله تعالى عليه وسلم يكرمها وكانت تدخل عليه بعد أن تزوج خديجة رضي الله تعالى عنها ويصلها من المدينة حتى ماتت بعد فتح خيبر وكانت خديجة تكرمها .

                                                                                                                                                                                  قوله : " تتوق " في رواية مسلم ضبط بوجهين أحدهما تتوق بتاءين أولاهما مفتوحة والأخرى مضمومة من التوق وهو الميل مع الاشتهاء .

                                                                                                                                                                                  والثاني : تنوق بفتح التاء المثناة من فوق وفتح النون وتشديد الواو ومعناه تختار من النيقة بكسر النون وسكون الياء آخر الحروف وهي الخيار من الشيء ، فإن قلت : كيف قال علي رضي الله تعالى عنه للنبي صلى الله عليه وسلم : ألا تزوج ابنة حمزة وهو يعلم حكم الرضاع ؟ قلت : قيل : لم يعلم بذلك وقال القرطبي : هذا بعيد أن يقال في حق علي لم يعلم بذلك والأحسن أن يقال : إنه لم يعلم بأن حمزة رضيع النبي صلى الله عليه وسلم أو جوز الخصوصية أو كان ذلك قبل تقرير الحكم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية