الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5709 84 - حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن همام قال: كنا مع حذيفة، فقيل له: إن رجلا يرفع الحديث إلى عثمان، فقال له حذيفة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يدخل الجنة قتات.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في معنى الحديث، فإن القتات هو النمام، على ما نذكره. وأبو نعيم الفضل بن دكين. وسفيان هو الثوري. ومنصور هو ابن المعتمر. وإبراهيم هو النخعي. وهمام هو ابن الحارث النخعي الكوفي. وحذيفة هو ابن اليمان رضي الله تعالى عنه.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في الإيمان عن علي بن حجر، وأخرجه أبو داود في الأدب عن مسدد وأبي بكر، وأخرجه الترمذي في البر عن محمد بن يحيى، وأخرجه النسائي في التفسير عن إسماعيل بن مسعود.

                                                                                                                                                                                  قوله: " يرفع الحديث إلى عثمان"؛ أي: عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه. قوله: " فقال له" في رواية المستملي، وفي رواية غيره بغير لفظ "له". و"القتات": فعال، بالتشديد، من قت الحديث يقته، بضم القاف، قتا، والرجل قتات؛ أي: نمام.

                                                                                                                                                                                  وقال ابن بطال: وقد فرق أهل اللغة بين النمام والقتات، فذكر الخطابي أن النمام الذي يكون مع القوم يتحدثون، فينم حديثهم، والقتات الذي يتسمع على القوم وهم لا يعلمون، ثم ينم حديثهم، ومعنى "لا يدخل الجنة"، يعني إن أنفذ الله عليه الوعيد; لأن أهل السنة مجمعون على أن الله تعالى في وعيده بالخيار إن شاء عذبهم، وإن شاء عفا عنهم بفضله، أو يؤول على أنه لا يدخلها دخول الفائزين، أو يحمل على المستحل بغير تأويل مع العلم بالتحريم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية