الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5911 38 - حدثنا إسحاق، أخبرنا بشر بن شعيب، حدثني أبي، عن الزهري، قال: أخبرني عبد الله بن كعب أن عبد الله بن عباس أخبره أن عليا، يعني: ابن أبي طالب، خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم (ح) وحدثنا أحمد بن صالح، حدثنا عنبسة، حدثنا يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن عباس أخبره أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي توفي فيه، فقال الناس: يا أبا حسن، كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أصبح بحمد الله بارئا، فأخذ بيده العباس، فقال: ألا تراه؟ أنت والله بعد الثلاث عبد العصا، والله إني لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم سيتوفى في وجعه، وإني لأعرف في وجوه بني عبد المطلب الموت، فاذهب بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنسأله فيمن يكون الأمر، فإن كان فينا علمنا ذلك، وإن كان في غيرنا أمرناه، فأوصى بنا، قال علي: والله، لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمنعنا لا يعطيناها الناس أبدا، وإني لا أسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدا.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للجزء الثاني للترجمة ظاهرة تؤخذ من قوله: " كيف أصبح رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم؟".

                                                                                                                                                                                  وأخرجه من طريقين؛ أحدهما: عن إسحاق، قيل: هو ابن راهويه، وقال الكرماني: لعله ابن منصور؛ فإنه روى عن بشر في باب مرض النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، قلت: الأول هو الأظهر. وبشر بن شعيب يروي عن أبيه شعيب بن أبي حمزة الحمصي عن محمد بن مسلم الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري، عن عبد الله بن عباس، عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم. والطريق الآخر: عن أحمد بن صالح أبي جعفر المصري، عن عنبسة، بفتح العين المهملة وسكون النون وفتح الباء الموحدة وبالسين [ ص: 255 ] المهملة، ابن خالد الأيلي، بفتح الهمزة وسكون الياء آخر الحروف، عن يونس بن يزيد الأيلي، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري.. إلخ.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في باب مرض النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في أواخر المغازي؛ فإنه أخرجه هناك عن إسحاق، عن بشر بن شعيب بن أبي حمزة، عن أبيه، عن الزهري.. إلخ نحوه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " بارئا" من قولهم: برئت من المرض برءا، بالهمزة. قوله: " ألا تراه"؛ قال ابن التين: الضمير في "تراه" للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم، ورد عليه بأنه ضمير الشأن; لأن الرؤية هنا ليست بمعنى الرؤية البصرية، قيل: قد وقع في سائر الروايات بغير ضمير. قوله: " سيتوفى" على صيغة المجهول. قوله: " الأمر"؛ أي: أمر الخلافة. قوله: " أمرناه"؛ قال ابن التين: هو بمد الهمزة، أي: شاورناه، قال: وقرأناه بالقصر، من الأمور، وهو المشهور. وقال الكرماني: أي: طلبنا منه الوصية، وفيه دلالة على أن الأمر لا يشترط فيه العلو ولا الاستعلاء. قوله: " لا يعطيناها؛ أي: الإمارة والخلافة، وكذلك تأنيث الضمير في: "ولئن سألناها"، و"لا أسألها".




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية