الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5795 170 - حدثنا محمد بن بشار، حدثنا ابن مهدي، حدثنا سفيان، عن عبد الملك، حدثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد:


                                                                                                                                                                                  ألا كل شيء ما خلا الله باطل

                                                                                                                                                                                  وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم.


                                                                                                                                                                                  [ ص: 183 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 183 ] مطابقته للترجمة من حيث تلفظ النبي صلى الله عليه وسلم بالشعر، وشيخ البخاري هو محمد بن بشار بالباء الموحدة وتشديد الشين المعجمة، وفي بعض النسخ صرح باسمه. وابن مهدي هو عبد الرحمن. وعبد الملك هو ابن عمير الكوفي. وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف.

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مضى في أيام الجاهلية عن أبي نعيم.

                                                                                                                                                                                  قوله: " كلمة لبيد" بفتح اللام وكسر الباء الموحدة وبالدال المهملة، ابن ربيعة، بفتح الراء، العامري الصحابي، عاش مائة وأربعا وخمسين سنة، مات في خلافة عثمان رضي الله تعالى عنه، وقوله هذا من قصيدة من بحر الطويل، ذكرناها بوجوهها في شرح الشواهد الأكبر والأصغر. وأمية بن أبي الصلت الثقفي، واسم أبي الصلت ربيعة بن وهب بن علاج بن أبي سلمة، من ثقيف، قاله الزبير بن بكار، وقال الحافظ ابن عساكر: اسم أبي الصلت عبد الله بن أبي ربيعة بن عوف بن عقدة أبو عثمان، شاعر جاهلي، وقيل: إنه كان صالحا، وقال الواقدي: إنه كان تنبأ في الجاهلية في أول زمانه، وإنه كان في أول أمره على الإيمان، ثم زاغ عنه، وهو الذي أراد الله بقوله: واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها الآية. قلت: المشهور أن هذه الآية نزلت في بلعم بن باعوراء، وفي المرآة: وكان شعر أمية ينشد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ويعجبه.

                                                                                                                                                                                  وقال هشام: كان أمية قد آمن برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وهو بالشام، فقدم الحجاز ليأخذ ماله من الطائف، ويهاجره، فلما نزل ببدر قيل له: إلى أين يا أبا عثمان؟ فقال: إلى الطائف آخذ مالي، وأعود إلى المدينة أتبع محمدا، فقيل له: هل تدري ما في هذا القليب؟ قال: لا، قيل: فيه شيبة وعتبة ابنا خالك، وفيه فلان وفلان ابنا عمك، وعدوا له أقاربه، فجذع أنف ناقته، وهلب ذنبها، وشق ثيابه، وبكى فذهب إلى الطائف، ومات بها، وذكر في المرآة وفاته في السنة الثانية من الهجرة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية