الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3987 ) فصل : وإن غصب دينارا ، فوقع في محبرته ، أو أخذ دينار غيره ، فسها فوقع في محبرته ، كسرت ، ورد الدينار ، كما ينقض البناء لرد الساجة ، وكذلك إن كان درهما أو أقل منه ، وإن وقع من غير فعله ، كسرت لرد الدينار إن أحب صاحبه ، والضمان عليه ; لأنه لتخليص ماله .

                                                                                                                                            وإن غصب دينارا ، فوقع في محبرة آخر بفعل الغاصب أو بغير فعله ، كسرت لرده ، وعلى الغاصب ضمان المحبرة ; لأنه السبب في كسرها . وإن كان كسرها أكثر ضررا من تبقية الواقع فيها ، ضمنه الغاصب ، ولم تكسر .

                                                                                                                                            وإن رمى إنسان ديناره في محبرة غيره عدوانا ، فأبى صاحب المحبرة كسرها ، لم يجبر عليه ; لأن صاحبه تعدى برميه فيها ، فلم يجبر صاحبها على إتلاف ماله لإزالة ضرر عدوانه عن نفسه ، وعلى الغاصب نقص المحبرة بوقوع الدينار فيها ، ويحتمل أن يجبر على كسرها لرد عين مال الغاصب ، ويضمن الغاصب قيمتها ، كما لو غرس في أرض غيره ، ملك حفر الأرض بغير إذن المالك لأخذ غرسه ، ويضمن نقصها بالحفر . وعلى كلا الوجهين ، لو كسرها الغاصب قهرا ، لم يلزمه أكثر من قيمتها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية