الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            - التوصيات:

            إن المراحل التي مر بها إعداد هـذا البحث مكنتني من اكتساب خبرات فيما يخص كتابة التاريخ الوطني والقومي، ومن التعرف على الجوانب التي تحتاج إلى مزيد من البحث والعناية فيما يتعلق بتاريخ «كوسوفا» وآثارها، ولفائدة البحث العلمي فإني أجمل هـذه الجوانب في شكل توصيات، على النحو الآتي:

            - استخدام المراجع المختلفة:

            ينبغي على كل باحث في تاريخ أي شعـب من شعـوب البلقان أن ينوع في مصادره ومراجعه، وألا يكتـفي بنوع واحد من المراجع، أي لا يكتفي بما كتب بلغته، وإنما يبحث في المراجع التي كتبت بلغات أخرى أو الكتب التي ترجمت إلى لغته؛ لأن ذلك من شأنه أن يجعل البحث أكثر واقعية وأقرب إلى الحقيـقة، لأخـذه في الاعتبار وجهات النظر الأخرى في الموضوع.

            - الاهتمام بالآثار الكوسوفية:

            إن توافر «كوسوفا» على المقومات الأساسية للحياة البشرية جعلها منطقة معمورة بالسكان منذ فترة ما قبل التاريخ، وهذا الإعمار ترتب عليه قيام العديد من العمائر، وقد ظلت بعض هـذه العمائر قائمة إلى يومنا [ ص: 172 ] هذا، كآثار تدل على تعاقب الدول على «كوسوفا» والمدى الذي وصلت إليه هـذه الدول في الجوانب المعمـارية والحضارية، وهنالك العديد من الآثار في «كوسوفا» بعضها سابق للفترة الإسـلامية وبعضها تابع لها مايزال دفينا داخل الأرض ينتظر من ينقب عنه ويكشف عنه الستار، ولذلك فإني أوصي بالاهتمام بالحـفريات الأثرية في «كوسوفا»؛ لأن من شـأن نتائج هـذه الحفريات أن تميط اللثـام عن كثير من جوانب الغموض في تاريخ «كوسوفا» القديم والوسيط.

            - الاهتمام بالتاريخ العثماني في بلاد البلقان:

            أرى أن الدراسات التي كتبت حول الحقبة العثمانية في بلاد البلقـان مازالت قليلة وغير شاملة لجميع جوانب الفترة العثمانية البلقانية، كما أن بعض الدراسات التي كتبت حول هـذا التاريخ مغرضة وبعضها ناقص ومشوه للحقائق؛ لأن بعض كتابها يحركهم الحقد والكراهية وبعضهم الآخر إما جاهل بقواعد الكتابة التاريخية أو تنقصه الإمكانيات المادية والمعرفية اللازمة للكتابة التاريخية. [ ص: 173 ]



            مسجد «قرايكوف»:

            من أقدم المساجد في ناحية « درنيتسا »، ولكن تم إحراقه بالكامل خلال الحرب الأخيرة في «كوسوفا».. وهو أول مسجد بني في بلدية « درناس » وذلك في سنة 885ه/1480م. [ ص: 174 ]



            مسجد السلطان محمد الفاتح:

            بنى هـذا المسجد السلطان محمد الفاتح في سنة 865هـ / 1461م في مدينة « بريشتينا »، واستخدم في بنائه الأحجار، وطليت جدرانه وأعمدته وقبته. وهو مربع الشكل يبلغ طوله ثلاثة عشر مترا وثمانين سنتيمترا وسمكه في المدخل متران وعشرون سنتيمترا، وأما الجدران الأخرى فسمكها حوالي متر وتسعين سنتيمترا، وله سبع وثلاثون نافذة، ويصل طول منارته إلى مئة وعشرين سلما، ويوجد حمام كبير بالقرب منه لخدمة عمال المسجد خلال بنائه. [ ص: 175 ]



            مسجد «تشارشى جامع»:

            «تشارشى جامع» تعني بالتركية «مسجد السوق». وهو أقدم مسجد بمدينة « بييا »، كان مصنفا ضمن المباني الأثرية النادرة، وكان تحت حماية الدولة، وخلال الحرب الأخيرة تم إحراقه من الداخل بحيث أدى الإحراق إلى إصابته بأضرار بالغة، وبصفة خاصة الأرضية والقبة الرئيسة، وكذلك اللوحات الجميلة العتيقة والأعمدة الرخامية.

            وهو أول مسجد بناه العثمانيون في مدينة «بييا»، ويرجع تاريخ بنائه إلى عام 876هـ/1471م، ومايزال هـذا المسجد محافظا على بنائه وطرازه العثماني القديم. [ ص: 176 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية