الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                وعلى هذا يخرج ما إذا قال : بعتك هذا الياقوت بكذا فإذا هو زجاج أو قال : بعتك هذا الفص على أنه ياقوت بكذا فإذا هو زجاج [ ص: 140 ] أو قال : بعتك هذا الثوب الهروي بكذا فإذا هو مروي ، أو قال : بعتك هذا الثوب على أنه مروي فإذا هو هروي لا ينعقد البيع في هذه المواضع ; لأن المبيع معدوم ، والأصل في هذا أن الإشارة مع التسمية إذا اجتمعتا في باب البيع فيما يصلح محل البيع ينظر إن كان المشار إليه من خلاف جنس المسمى ، فالعبرة للتسمية ، ويتعلق العقد بالمسمى ، وإن كان من جنسه لكن يخالفه في الصفة فإن تفاحش التفاوت بينهما ، فالعبرة للتسمية أيضا عندنا ، ويلحقان بمختلفي الجنس ، وإن قل التفاوت فالعبرة للمشار إليه ، ويتعلق العقد به ، وإذا عرف هذا فنقول : الياقوت مع الزجاج جنسان مختلفان ، وكذا الهروي مع المروي نوعان مختلفان ; فيتعلق العقد فيه بالمسمى وهو معدوم فيبطل ولا ينعقد .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية