الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( ولو نام عبد ) ولو صغيرا فيما يظهر خلافا لمن قيده بالبالغ العاقل أو بالمميز وإن أمكن توجيهه بأن البعير لا يحرز به مع النوم إلا إن كان فيه قوة على الإحراز لو استيقظ ، ويرد بأن هذا إنما يظهر مع اليقظة وأما مع النوم فلا فرق وإنما سبب الإحراز وجودهما بين أهل القافلة كمتاع بين سوقة يلاحظونه فاستوى الصغير وغيره ومن ثم جعلوا النائم من جملة المسروق ( على بعير ) عليه أمتعة أو لا ( فقاده وأخرجه عن القافلة ) إلى مضيعة ( قطع ) في الأصح لأنه أخرجهما من حرزهما بخلاف ما لو أخرجه إلى قافلة أو بلد كذا أطلقوه ، ويتعين حمله على قافلة أو بلد متصلة بالأولى بخلاف ما لو كان بينهما مضيعة فإنه بإخراجه إليها أخرجه من تمام حرزه فلا يفيده إحرازه بعد ( أو ) نام ( حر ) أو مكاتب كتابة صحيحة أو مبعض على بعير فقاده وأخرجه عن القافلة [ ص: 149 ] سواء أكان الحر مميزا أو بالغا أو غيرهما خلافا لمن قيد بذلك هنا أيضا لما مر أن له يدا على ما معه ( فلا ) قطع ( في الأصح ) لأنه بيده وخرج بنام ما لو كان العبد مستيقظا وهو قادر على الامتناع فلا قطع لأنه بمنزلة الحر حينئذ .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية ابن قاسم

                                                                                                                              ( قوله من ثم جعلوا النائم من جملة المسروق ) يفيد أنه لو لم يتم النصاب إلا به كفى .



                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              ( قوله ولو صغيرا ) وفاقا للنهاية وظاهر المغني وقوله ويرد بأن هذا أي : التوجيه المذكور ( قوله وجودهما ) أي : الصغير وغيره ( قوله ومن ثم جعلوا النائم إلخ ) يفيد أنه لو لم يتم النصاب إلا به كفى ا هـ سم عبارة المغني والعبد في نفسه مسروق وتثبت عليه اليد ويتعلق به القطع ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله عليه أمتعة ) إلى قول المتن فلا في النهاية ( قول المتن قطع ) سواء أنزله بعد ذلك عنه أم لا كما صرح به في التهذيب ا هـ مغني ( قوله بالأولى ) [ ص: 149 ] أي : القافلة الأولى .

                                                                                                                              ( قوله سواء أكان الحر مميزا إلخ ) انظر ما وجه التقييد بالحر وهلا عمم إذ مكاتبة الصغير متصورة تبعا وما المانع من هذا التعميم في المبعض ا هـ رشيدي وقد يقال وجهه اقتصار المتن عليه فالعموم في المكاتب والمبعض مستفاد من جعلهما في الشارح في حكم الحر ( قوله وخرج بنام ) إلى قوله ؛ لأنه في المغني إلا قوله العبد ( قوله وخرج بنام ما لو كان العبد ) الأولى تقديمه على قول المتن أو حر إلخ . .




                                                                                                                              الخدمات العلمية