الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
معلومات الكتاب

نظرات في مسيرة العمل الإسلامي

عمر عبيد حسنة

هـوامش حول تطبيق الشريعة الإسلامية

( والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين ) (الأعراف: 70) .

العدالة والمساواة من أهم الخصائص والمرتكزات التي تميز بها نظام الحكم في الإسلام، وهما الأمر الذي يمثل إلى حد بعيد روح الحضارة الإسلامية الذي ضمن لها الاستمرارية والتوصل الحضاري رغم عوامل الإنهاك ومحاولات الإنهاء، وهو سر البقاء والخلود الذي افتقدته الحضارات الأخرى جميعا، وخضعت لمقياس النمو والارتقاء ومن ثم السقوط والفناء، ولم ينطبق هـذا المقياس على الحضارة الإسلامية حيث لم يعدم أي عصر من عصور التاريخ الكثير من النماذج والصور العملية على المستوى الفردي والجماعي التي تشكل النوافذ الحقيقية الأمنية، والتي يمكن أن يطل منها كل من يريد إلى الحق الذي يتمثل في العدالة والمساواة التي جاء بها الإسلام، ( والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: لا تزال طائفة من أمتي قائمين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله ) . [ ص: 109 ]

إنها الطائفة التي تمثل هـذا التواصل الحضاري الذي أشرنا إليه، والروح الإسلامية المستمرة التي تنتقل من جيل إلى جيل حتى يرث الله الأرض ومن عليها.. إنه الوجود والحضور الإسلامي القائم الدائم الذي قد تختلف مساحته من جيل إلى جيل، ومن عصر إلى عصر، لكنها لا تختفي على كل حال.. وعملية التواصل الحضاري في الإسلام، تلك الميزة الفريدة، لا يتسع المجال للوقوف عندها أكثر الآن، ولا بد من العودة إليها - إن شاء الله - فهي سر الخلود للرسالة الخاتمة..

التالي السابق


الخدمات العلمية