الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
معلومات الكتاب

نظرات في مسيرة العمل الإسلامي

عمر عبيد حسنة

القرآن الكريم الوثيقة الدينية الوحيدة التي نقلت بالتواتـر

ولقد حذرنا الله سبحانه وتعالى وقص علينا علل التدين التي أصابت الأمم السابقة حتى لا نسقط فيها ولتستمر الرسالة سليمة طرية ندية كما أنزلت، يتلقاها كل جيل من أجيال الإنسانية دون حواجز أو التباس.

قال تعالى:

( فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ) (المائدة: 13) ( إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ) (التوبة: 34) . [ ص: 17 ] ( اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون ) (التوبة: 9) .

وكان أن أناط الله بالمسلمين الذين هـم أوعية الحفظ في نهاية المطاف هـذه المهمة يقومون بأوامر الله، وكان من المستحيل شرعا اجتماعهم على الخطأ وتواطؤهم على الكذب.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تزال طائفة من أمتي قائمين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ) ، وقال: ( لا تجتمع أمتي على ضلالة، وفي رواية على خطأ ) .

من هـنا نستطيع القول: بأن القرآن الكريم من هـذه الوجهة يعتبر الوثيقة الدينية التاريخية الوحيدة التي وردت بالتواتر والتي تفيد علم اليقين بينما اختلطت نصوص الأديان السابقة بكلام البشر، ولم ترق إلى سوية الأمور الظنية..

التالي السابق


الخدمات العلمية