الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
الوجه السادس وهو الوجه الخامس عشر: أن القبلة ما يستقبله الإنسان بوجهه، وكذلك يسمى وجهة ووجها وجهة لاستقبال الإنسان له بوجهه وتوجهه إليه، كما قال تعالى: ولكل وجهة هو موليها والاستقبال ضد الاستدبار، فالقبلة ما يستقبله الإنسان ولا يستدبره، فأما ما يرفع الإنسان إليه يده أو رأسه أو بصره فهذا باتفاق لا يسمى قبلة لأن الإنسان لم يستقبله كما لا يستدبر الجهة التي تقابله. ومن استقبل شيئا فقد استدبر ما يقابله، كما أن من استقبل الكعبة فقد استدبر ما يقابلها، ومعلوم أن الداعي لا يكون مستقبلا للسماء ومستدبرا للأرض، بل يكون مستقبلا لبعض الجهات: إما القبلة أو غيرها مستدبرا لما يقابلها، كالمصلي. فظهر أن جعل ذلك قبلة باطل في العقل واللغة والشرع بطلانا ظاهرا لكل أحد.

التالي السابق


الخدمات العلمية