الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الوجه الثالث: هب أن بعض سطوح العالم سميته يمينا أو يسارا مع كونه مستديرا بالنسبة والإضافة لكن سطوح العالم مستوية في العلو فليس شيء أعلى مما تقدره يمينا أو يسارا. وقد ذكرنا فيما مضى قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة، وأوسط الجنة، وسقفها عرش الرحمن". فجعل الأعلى هو الأوسط، وذكرنا أن هذا لا يتأتى إلا في الجسم المستدير لأنه يمكن أن يجعل وسطه أعلاه. وكذلك ما يفرض متيامنا فيه أو متياسرا هو أيضا يكون أعلاه وإن لم يكن وسطه. فقوله: بتقدير أن تحصل ذات الله في يمين العالم أو يساره لم يكن موصوفا بالعلو على العالم". كلام باطل قد قرره هو، وكما اتفق عليه أهل الحساب، بل قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن عرشه على سماواته مثل القبة، وقد قدمنا دلالة الكتاب والسنة والإجماع من الحساب العقلي على أن الأفلاك [ ص: 167 ] مستديرة فبطل ما ذكره.

التالي السابق


الخدمات العلمية