الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  ولما اختلفوا في ذلك ورأينا الله - عز وجل - قد جعل التيمم على العضوين اللذين جعله عليهما وهما الوجه واليدان ، فكان الوجه يتيمم كله بالصعيد كما يغسل بالماء لو كان الماء موجودا ، فكان النظر على ذلك أن تكون كذلك اليدان تتيممان بالصعيد ، كما كانتا تغسلان بالماء لو كان الماء موجودا ، وقد قال بذلك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عمر ، وجابر بن عبد الله .

                  116 - حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، أن مالكا حدثه ، عن نافع ، أن عبد الله بن عمر أقبل من الجرف حتى إذا كانوا بالمربد " تيمم صعيدا طيبا فمسح بوجهه ويديه إلى المرفقين ، ثم صلى " . [ ص: 108 ] .

                  117 - حدثنا فهد ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا عزرة بن ثابت ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : أتاه رجل ، فقال : " أصابتني جنابة وإني تمعكت في التراب ، فقال : أصرت حمارا ؟ فضرب بيديه الأرض فمسح وجهه ، ثم ضرب بيده الأرض ضربة أخرى فمسح بيده إلى المرفقين ، وقال : هكذا التيمم " .

                  وفي حديث الربيع بن بدر ، ومحمد بن ثابت ، أنه ضرب ضربتين ضربة لوجهه وضربة ليديه .

                  وفي حديث عمار ضربة واحدة ، وكان الأصل في ذلك لما وقع فيه هذا الاختلاف أن ما توضأ به الوجه في الوضوء من الماء خلاف ما توضأ به اليدان منه ، وكان النظر على ذلك أن يكون البدن منه كذلك ، وأن يكون ما تيمم به اليدان من الصعيد غير ما تيمم به .

                  قال أبو جعفر : وقد أجمعوا جميعا على أن هذا التيمم يجزئ عند عدم الماء مما يوجب الوضوء للصلاة في حال وجود الماء .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية