الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  فإن قال قائل : قد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرجال أن لا يمنعوا النساء المساجد ، وذكر في ذلك ما :

                  1050 - حدثنا أبو بكرة ، قال : حدثنا إبراهيم بن أبي الوزير ، قال : حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها " .

                  قيل له : هذا لما كن على الحال التي كن عليها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي خلاف الحال التي أحدثتها بعده قالت : عائشة في ذلك ما قالت .

                  وفي هذا الحديث دليل على أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يطلق لهن الخروج إلى المساجد إلا بإذن أزواجهن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يقصد بذلك الإذن لهن كل الأوقات التي يخرج فيها إلى الصلوات ، وإنما قصد به الليل خاصة الذي يخفين فيه دون النهار الذي يرين فيه [ ص: 466 ] .

                  ولما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد رد أمر خروجهن إلى الصلوات ، إلى إذن أزواجهن في ذلك ، عقلنا بذلك أنهن ليس ممن يجب عليه حضور الجماعات ، وأنهن في ذلك خلاف الرجال ، لأنهن لو كن ممن يجب عليه حضور الجماعات لما كان عليهن استئذان أزواجهن في ذلك ، كما ليس عليهن استئذان أزواجهن في الخروج إلى الحج المفروض عليهن .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية