الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا الحسين بن محمد ) وفي نسخة سفيان بن محمد ، قال ميرك : وهي غلط ; لأن سفيان بن محمد لم يذكر في الرواة ( البصري ) بفتح الموحدة ويكسر ( حدثنا الفضيل ) بضم ففتح فتحتية ساكنة فلام ، وفي بعض النسخ الفضل ، قال السيد أصيل الدين : كذا في أكثر النسخ المسموعة في بلادنا ، وهو غلط والصواب فضيل بالتصغير ، كما وجدناه في النسخ الشامية ( بن سليمان حدثني ) وفي نسخة ثنا ( فائد ) بالفاء ( مولى عبيد الله بن علي بن أبي رافع ) هو القبطي واسمه إبراهيم ، وقيل : أسلم ، أو ثابت أو هرمز ( مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ) قال صاحب المشكاة في أسماء رجاله : هو أبو رافع أسلم مولى النبي صلى الله عليه وسلم ، غلبت عليه كنيته ، كان قبطيا وكان للعباس ، فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم ، فلما بشر النبي صلى الله عليه وسلم بإسلام العباس أعتقه ، وكان إسلامه قبل بدر ، روى عنه خلق كثير ، مات قبل قتل عثمان بيسير ( قال حدثني عبيد الله بن علي ) أي ابن أبي رافع ( عن جدته سلمى ) بفتح أوله ، وهي زوجة أبي رافع ( أن الحسن بن علي ) وفي بعض النسخ الحسين بالتصغير بدلا عن الحسن ( وابن عباس وابن جعفر ) أي عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ( أتوها ) أي جاءوا سلمى زائرين لها ( فقالوا ) أي بعضهم أو كلهم لها ( اصنعي لنا طعاما مما كان يعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم ) بصيغة المعلوم ، إما من الإعجاب فرسول الله مفعوله والضمير المستتر فيه للموصول ، أو من العجب بفتحتين من باب علم ، فهو فاعله وضمير الموصول في الصلة محذوف ، أي مما كان يعجبه صلى الله عليه وسلم ، ويمكن أن يكون الرسول فاعلا في الوجه الأول ، بناء على أن معناه يستحسنه ، وبالجملة إن كان يعجب من الإعجاب ، يمكن أن يكون الرسول مرفوعا ومنصوبا بناء على معنى الإعجاب ، وإن كان من العجب فهو [ ص: 274 ] مرفوع ، وكذا الحال فيما وقع ثانيا ( ويحسن ) من الإحسان ، وفي نسخة من التحسين ( أكله ) بالنصب ، وهو بفتح الهمزة وسكون الكاف مصدر ، وهو المروي المناسب للمقام ( فقالت يا بني ) بالتصغير للشفقة ، والمقصود بالنداء كل واحد منهم أو المتكلم منهم ، وهو بفتح الباء ، وفي نسخة بكسرها ، وبهما قرئ في التنزيل ، ثم إفراده مع أن الجمع هو الملائم إيثارا لأكبرهم ، أو لأنهم لما اتحدت طلبتهم صاروا بمنزلة شخص واحد ، وقال الحنفي : روي مصغرا ومكبرا انتهى . فحينئذ يكون جمعا لكن المكبر ليس موجودا في أصولنا ، وقد قال ميرك : الرواية المسموعة فيه التصغير ، ووجهه أن المتكلم معها واحد من الثلاثة المذكورين برضى الآخرين ، ويؤيده قوله : ( لا نشتهيه اليوم ) ويحتمل أن كل واحد منهم التمس منها الطعام الموصوف المذكور ( قال ) أي المخاطب بيا بني أو كل واحد ، ( بلى ) أي نشتهيه على سبيل البركة ، ونفيها محمول على طريق الطبع وعرف الوقت لاتساع العيش وذهاب ضيقه الذي كان أولا ; ولهذا قيدته باليوم ( اصنعيه لنا قال ) أي الراوي عن سلمى أو أحد الثلاثة ( فقامت فأخذت شيئا ) أي قليلا ( من الشعير ) وفي رواية من شعير ، وكذا في نسخة ( فطحنته ثم جعلته ) أي دقيقه ( في قدر ) بكسر أوله أي : برمة ، ( وصبت ) أي : كبت ( عليه ) أي : على الدقيق ( شيئا ) أي : قليلا ( من زيت ) أي زيت الزيتون أو غيره ، وهو الدهن ( ودقت الفلفل ) بضم الفاءين وسكون اللام الأول ، هو الرواية ، وهو الموافق لما أورده صاحب مهذب الأسماء في المضمومة ، ذكره ميرك وهو حبة معروفة ، وفي القاموس الفلفل كهدهد وزبرج ، حب هندي والأبيض أصلح ، وكلاهما نافع لأشياء ذكرها ، ( والتوابل ) بفتح الفوقية وكسر الموحدة ، أبزار الطعام وهي أدوية حارة ، يؤتى بها من الهند ، وقيل هو مركب من الكزبرة والزنجبيل والرازيانج والكمون ، جمع تابل بموحدة مكسورة أو مفتوحة ، ( فقربته ) أي الطعام بعد طحنه وغرفه في وعاء ، ( إليهم فقالت هذا ) أي وأمثاله ( مما كان يعجب النبي صلى الله عليه وسلم ) بالضبطين ( ويحسن أكله ) بالوجهين .

قال ابن حجر : وروى المصنف ، وقال : حديث غريب ، أنه صلى الله عليه وسلم أكل السلق مطبوخا بالشعير ، قلت : وسيأتي في الأصل قريبا وأكل الخزيرة بمعجمة مفتوحة فزاي مكسورة فتحتية فراء ، قال الطبري : كالعصيدة إلا أنها أرق ، وقال ابن فارس : دقيق يخلط بشحم ، والجوهري كالطيبي لحم يقطع صغارا ويصب عليه ماء كثير ، فإذا نضج ذر عليه دقيق ، وقيل : هي بالإعجام من النخالة وبالإهمال من اللبن .

وأكل الكباث رواه مسلم ، وهو بفتح الكاف وتخفيف الموحدة وبمثلثة آخره النضيج من ثمر الأراك ، وقيل : ورقه ، وفي نهاية ابن الأثير أنه كان يحب جمار النخل ، وهو كرمان شحمه .

وروى أبو داود أنه صلى الله عليه وسلم أتى بجبنة في تبوك ، فدعا بسكين فسمى وقطع أي بقطعة من الجبن ، وهو على ما في القاموس بضم وبضمتين ، وكعتل معروف ، وقد تجبن اللبن صار كالجبن .

التالي السابق


الخدمات العلمية