الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا قتيبة بن سعيد ويوسف بن حماد قالا : حدثنا عبد الوارث بن سعيد ، عن أبي عصام ) بكسر أوله وهو البصري قيل : اسمه ثمامة ، وقيل : خالد بن عبيد العتكي ، روى له مسلم وأبو داود والنسائي ، كذا حققه الجزري وفي نسخة عن أبي عاصم ، وهو ضعيف ( عن أنس بن مالك ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يتنفس في الإناء ثلاثا إذا شرب ) في الصحيحين عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتنفس في الإناء ، فالمعنى أنه كان يشرب ثلاث مرات ، وفي كل ذلك يبين الإناء عن فيه ، فيتنفس ثم يعود ، والمنهي عنه هو التنفس في الإناء ، بلا إبانة ، ويدل على هذا المعنى قول أنس ( ويقول ) أي النبي صلى الله عليه وسلم ( هو ) أي الشرب بالتنفس ثلاثا ( أمرأ ) أي أسوغ وأهضم ( وأروى ) [ ص: 311 ] أي أكثر ريا ; لأنه أقمع للعطش ، وأقل أثرا في برد المعدة ، وضعف الأعصاب ، كما قاله القاض وغيره ، وفي رواية مسلم أمرأ وأروى وأبرأ ، أي أكثر برأ وصحة .

وقد ورد بسند حسن أنه صلى الله عليه وسلم كان يشرب في ثلاثة أنفاس ، وإذا أدنى الإناء إلى فيه سمى الله ، وإذا أخره حمد الله ، يفعل ذلك ثلاثا .

هذا وقد قيل : الحكمة في النهي عن التنفس في الإناء مع قطع النظر عن الفوائد المذكورة ، في التنفس خارج الماء ، أن التنفس فيه يغير الماء ، إما لتغير الفم بمأكول أو ترك سواك ، أو لأن التنفس يصعد ببخار في المعدة .

قلت : وقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن العب نفسا واحدا ، وقال : ذلك شرب الشيطان .

رواه البيهقي عن ابن شهاب مرسلا .

" إذا شرب أحدكم فليمص مصا ، ولا يعب عبا ، فإن الكباد من العب " .

وفي مسند الفردوس عن علي مرفوعا .

" إذا شربتم الماء فاشربوه مصا ، ولا تشربوه عبا ، فإن العب يورث الكباد .

ومن آفات الشرب دفعة واحدة أنه يخشى من الشرق ; لانسداد مجرى الشراب; لكثرة الوارد عليه ، فإذا شرب على دفعات أمن من ذلك ، وفي حديث البيهقي عن أنس مرفوعا التأني من الله ، والعجلة من الشيطان .

وفي رواية أبي داود والحاكم والبيهقي ، عن سعد مرفوعا التؤدة في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية