الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( برر ) في أسماء الله تعالى : " البر " هو العطوف على عباده ببره ولطفه . والبر والبار بمعنى ، وإنما جاء في أسماء الله تعالى البر دون البار . والبر بالكسر : الإحسان .

                                                          * ومنه الحديث في : " بر الوالدين " ، وهو في حقهما وحق الأقربين من الأهل ضد العقوق ، وهو الإساءة إليهم والتضييع لحقهم . يقال بر يبر فهو بار ، وجمعه بررة ، وجمع البر أبرار ، وهو كثيرا ما يخص بالأولياء والزهاد والعباد .

                                                          * ومنه الحديث : تمسحوا بالأرض فإنها بكم برة أي مشفقة عليكم كالوالدة البرة بأولادها ، يعني أن منها خلقكم ، وفيها معاشكم ، وإليها بعد الموت كفاتكم .

                                                          * ومنه الحديث : الأئمة من قريش ، أبرارها أمراء أبرارها ، وفجارها أمراء فجارها ، هذا على جهة الإخبار عنهم لا على طريق الحكم فيهم ، أي إذا صلح الناس وبروا وليهم الأخيار ، وإذا فسدوا وفجروا وليهم الأشرار . وهو كحديثه الآخر : " كما تكونون يولى عليكم " .

                                                          * وفي حديث حكيم بن حزام : " أرأيت أمورا كنت أتبرر بها " أي أطلب بها البر والإحسان إلى الناس والتقرب إلى الله تعالى .

                                                          * وفي حديث الاعتكاف : " البر يردن " أي الطاعة والعبادة .

                                                          [ ص: 117 ] * ومنه الحديث : " ليس من البر الصيام في السفر " .

                                                          * وفي كتاب قريش والأنصار : " وأن البر دون الإثم " أي أن الوفاء بما جعل على نفسه دون الغدر والنكث .

                                                          * وفيه : " الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة " أي مع الملائكة .

                                                          ( ه س ) وفيه : " الحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة " هو الذي لا يخالطه شيء من المآثم . وقيل هو المقبول المقابل بالبر وهو الثواب . يقال بر حجه ، وبر حجه وبر الله حجه ، وأبره برا بالكسر وإبرارا .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث : " بر الله قسمه وأبره " أي صدقه .

                                                          ( س ) ومنه حديث أبي بكر رضي الله عنه : " لم يخرج من إل ولا بر " أي صدق .

                                                          * ومنه الحديث : " أمرنا بسبع منها إبرار المقسم " .

                                                          ( س ) وفيه : أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن ناضح آل فلان قد أبر عليهم " أي استصعب وغلبهم ، من قولهم أبر فلان على أصحابه أي علاهم " .

                                                          * وفي حديث زمزم " أتاه آت فقال احفر برة " سماها برة لكثرة منافعها وسعة مائها .

                                                          * وفيه : " أنه غير اسم امرأة كانت تسمى برة فسماها زينب " وقال : تزكي نفسها . كأنه كره لها ذلك .

                                                          ( س ) وفي حديث سلمان : " من أصلح جوانيه أصلح الله برانيه " أراد بالبراني العلانية ، والألف والنون من زيادات النسب كما قالوا في صنعاء صنعاني . وأصله من قولهم خرج فلان برا أي خرج إلى البر والصحراء . وليس من قديم الكلام وفصيحه .

                                                          في حديث طهفة " ونستعضد البرير " أي نجنيه للأكل . والبرير ثمر الأراك إذا اسود وبلغ . وقيل هو اسم له في كل حال .

                                                          ( س ) ومنه الحديث الآخر : " ما لنا طعام إلا البرير " .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية