الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( جبر ) في أسماء الله تعالى : " الجبار " ومعناه الذي يقهر العباد على ما أراد من أمر ونهي . يقال : جبر الخلق وأجبرهم ، وأجبر أكثر . وقيل هو العالي فوق خلقه ، وفعال من أبنية المبالغة ، ومنه قولهم : نخلة جبارة ، وهي العظيمة التي تفوت يد المتناول .

                                                          * ومنه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - : " يا أمة الجبار " إنما أضافها إلى الجبار دون باقي أسماء الله تعالى ; لاختصاص الحال التي كانت عليها من إظهار العطر ، والبخور ، والتباهي به ، والتبختر في المشي .

                                                          * ومنه الحديث في ذكر النار : " حتى يضع الجبار فيها قدمه " المشهور في تأويله : أن المراد بالجبار الله تعالى ، ويشهد له قوله في الحديث الآخر : " حتى يضع رب العزة فيها قدمه " والمراد بالقدم : أهل النار الذين قدمهم الله تعالى لها من شرار خلقه ، كما أن المؤمنين قدمه الذين قدمهم للجنة : وقيل أراد بالجبار هاهنا المتمرد العاتي ، ويشهد له قوله في الحديث الآخر : " إن النار قالت : وكلت بثلاثة : بمن جعل مع الله إلها آخر ، وبكل جبار عنيد ، وبالمصورين " .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث الآخر : " كثافة جلد الكافر أربعون ذراعا بذراع الجبار " أراد به هاهنا الطويل . وقيل الملك ، كما يقال بذراع الملك . قال القتيبي : وأحسبه ملكا من ملوك الأعاجم كان تام الذراع .

                                                          [ ص: 236 ] ( هـ ) وفيه : " أنه أمر امرأة فتأبت عليه ، فقال : دعوها فإنها جبارة " أي مستكبرة عاتية .

                                                          * وفي حديث علي - رضي الله عنه - : " وجبار القلوب على فطراتها " هو من جبر العظم المكسور ، كأنه أقام القلوب وأثبتها على ما فطرها عليه من معرفته والإقرار به ، شقيها وسعيدها . قال القتيبي : لم أجعله من أجبر ; لأن أفعل لا يقال فيه فعال . قلت : يكون من اللغة الأخرى ، يقال جبرت وأجبرت بمعنى قهرت .

                                                          ( س ) ومنه حديث خسف جيش البيداء : " فيهم المستبصر ، والمجبور ، وابن السبيل " وهذا من جبرت ، لا من أجبرت .

                                                          * ومنه الحديث : " سبحان ذي الجبروت والملكوت " هو فعلوت من الجبر والقهر .

                                                          والحديث الآخر : " ثم يكون ملك وجبروت " أي عتو وقهر ، يقال : جبار بين الجبروة ، والجبرية والجبروت .

                                                          ( هـ ) وفيه : جرح العجماء جبار الجبار : الهدر . والعجماء : الدابة .

                                                          * ومنه الحديث : السائمة جبار أي الدابة المرسلة في رعيها .

                                                          ( هـ ) وفي حديث الدعاء : " واجبرني واهدني " أي أغنني ، من جبر الله مصيبته : أي رد عليه ما ذهب منه وعوضه . وأصله من جبر الكسر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية