الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            معلومات الكتاب

            النظم التعليمية عند المحدثين في القرون الثلاثة الأولى

            الأستاذ / المكي أقلانية

            المبحث الرابع

            شروط الرحلة

            بعد دراسة مجموعة لا بأس بها من النصوص، تبينت لنا شروط يجب أن يعيها الطالب المرتحل، فحاولنا إيجازها فيما يلي: [ ص: 107 ]

            1- أن يلم بمبادئ العلم، وفي طليعتها معرفة القرآن الكريم قراءة وحفظا، ومعرفة الحلال والحرام، وقد كان الشيوخ لا يقبلون الأطفال في حلقاتهم، حتى يسألوهم عن مدى حفظهم لكتاب الله تعالى.

            2- أن يبدأ الطالب بالعلم الذي ببلده حتى يستوعبه، عند ذلك يجوز له الارتحال إلى بلد آخر لسماع الحديث.

            3- أن لا يرحل من أجل البحث عن الغريب من الحديث كي يتباهى به بين أقرانه، وأن تكون نيته صالحة.

            4- أن يطلب النصيحة ممن هـو أعلم منه ليبين له إلى من يرحل.

            5- أن يتوجه إلى البلد الذي فيه العلماء بكثرة، حتى يتمكن من الاستفادة من خبرة وعلم أكبر عدد ممكن من الشيوخ، كما أنه عن طريق ذلك يتبين له خطأ بعض، فقد قال سعيد بن عامر : كان سلام يذكر عن أيوب قوله: " إذا أردت أن تعرف خطأ معلمك، فجالس غيره " [1]

            6- أن يتوجه إلى البلد الذي فيه صاحب حديث بعينه، وهذا إنما يحدث بالنسبة للجهابذة، أو شخص أثر عليه ذلك الحديث تأثيرا بليغا، فأراد أن يزداد يقينه بلقاء الراوي.

            7- التحلي بالصبر - أي الصبر على المشاق، والغربة - والكياسة في معاملة الشيوخ. [ ص: 108 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية