الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            معلومات الكتاب

            النظم التعليمية عند المحدثين في القرون الثلاثة الأولى

            الأستاذ / المكي أقلانية

            المبحث السادس

            استشارة أهل العلم قبل الجلوس للتحديث

            نظرا لأهمية الحديث الشريف، فإن بعض العلماء رأوا وجوب استشارة الشيوخ قبل الجلوس للتحديث، فيكونون بذلك قد ارتضاهم الجميع، فلا يتعرضون لغمز طاعن في علمهم أو ورعهم، لهذا نجد الشلبي يقول: " من تصدر قبل أوانه، فقد تصدى لهوانه " [1]

            وعن أبي حنيفة : " من طلب الرياسة في غير حينه، لم يزل في ذل ما بقي، واللبيب من صان نفسه عن تعرضها لما يعد فيه نقصا، وبتعاطيه ظالما، وبإصراره عليه فاسقا " [2]

            وصيانة للنفس، وخشية التصدي للهوان لعدم الأهلية للمهمة التي يقوم بها المرء مثلا. قال بعض العلماء بضرورة الاستشارة...

            ومن الذين أخضعوا نفسهم لها: الإمام مالك بن أنس -رحمه الله- إذ قال: " ... وليس كل من أحب أن يجلس في المسجد للتحديث والفتيا جلس، حتى يشاور فيه أهل الصلاح والفضل، وأهل الجهة من المسجد، فإن رأوه أهلا لذلك جلس، وما جلست حتى شهد لي سبعون شيخا من أهل العلم أني موضع لذلك " [3] [ ص: 50 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية