الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                            مواهب الجليل في شرح مختصر خليل

                                                                                                                            الحطاب - محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعينى

                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            الحالة الخامسة : أن يخرج صحيحا ولا يزال كذلك ، ثم يمرض عندما دخل بلاد الحرب وقبل الملاقاة ، وفي الثلاث قولان بالإسهام وعدمه ، وفي الثالثة ثالث اللخمي يفصل بين من له رأي وتدبير فيسهم له وبين من لا يكون كذلك ، وهو مراد المؤلف بقوله ، وإلا [ ص: 371 ] فقولان واستظهر ابن عبد السلام القول بالإسهام مطلقا إلا في الثالثة ، فاستظهر قول اللخمي ، وإنما لم تدخل في كلامه الحالة الرابعة كما فعل ابن غازي وفعل المصنف في كلام ابن الحاجب ، وهي أن يخرج صحيحا ويشهد القتال كذلك ، ثم يمرض قبل الإشراف على الغنيمة ; لأن المصنف شهر في الحالة الأولى أنه يسهم له فلا يمكن أن يجعل في هذه قولين متساويين ; لأن هذه أحرى ; لأن المانع في الأولى حصل من أول القتال ، بخلاف هذه ، ولهذا لم يدخل ابن عبد السلام في قول ابن الحاجب وإلا فقولان غير الثلاث المذكورة ، وتبعه على ذلك ابن فرحون ، والفرق بين هذه الثلاث وبين الأولى أن المانع فيهن أقوى من المانع فيها ، فلذلك كان المشهور في تلك الإسهام ، وفي هذه الثلاثة القولان متساويان وكلام البساطي بعيد جدا ولا يدخل في كلام المصنف ما إذا خرج مريضا ، ثم صح قبل الدخول في بلاد الحرب أو بعد الدخول وقبل القتال أو بعد القتال وقبل الإشراف على الغنيمة ، وأن هذا يسهم له بلا كلام ، وإنما لم تدخل في قوله : وإلا فقولان ; لأنه يتكلم في حصول المانع لا في زواله ، وانظر ابن عبد السلام في جميع ما تقدم ، فإنه منقول منه بعضه باللفظ وبعضه بالمعنى إلا شيئا يسيرا لا يحتاج إلى نقل والله أعلم .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية