الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                            مواهب الجليل في شرح مختصر خليل

                                                                                                                            الحطاب - محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعينى

                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ص ( والحكم بينه وبين محاربه ) ش قال في المقصد الجليل أي حرم على غيره أن يحكم بينه وبين محاربه لقوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } أي اتقوه في التقدم السلمي في إهمال حقه وتضييع حرمته انتهى . ويكون المراد بالمحارب من يكون بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم خصومة ، قال مجاهد في تفسير الآية : لا تفتاتوا على رسول الله حتى يقضي الله على لسان رسوله ذكره البخاري انتهى من ابن العربي وقال البساطي لما عد [ ص: 400 ] المحرمات عليه صلى الله عليه وسلم وأن يحكم بين نفسه وبين محاربه وهذا ليس مرادا قاطعا قال الأقفهسي : لعل معناه أنه صلى الله عليه وسلم يحكم بين محاربه وبين الغير ; لأنه لا يتهم انتهى .

                                                                                                                            وهذا وإن كان صحيحا في نفسه لكنه بعيد من السياق ; لأن المصنف يعد المحرمات وهذا من المباحات له دون غيره فتأمله والله أعلم

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية