الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان للنصر سببان؛ ظاهري؛ وهو الاجتماع؛ وأصلي باطني؛ وهو الإله المجتمع عليه؛ بين غلطهم بتضييع الأمل؛ فقال - مستأنفا في جواب من كأنه قال: فهل بلغوا ما أرادوا؟ -: لا يستطيعون ؛ أي: الآلهة المتخذة؛ نصرهم ؛ أي: العابدين؛ وهم ؛ أي: العابدون؛ لهم ؛ أي: الآلهة؛ جند ؛ ولما كان الجند مشتركا بين العسكر؛ والأعوان؛ والمدينة؛ عين المراد بضمير الجمع؛ ولأنه أدل على عجزهم؛ وحقارتهم؛ فقال: محضرون ؛ أي: يفعلون في الاجتماع إليها؛ والمحاماة عنها؛ فعل من يجمعه كرها إيالة الملك؛ وسياسة العظمة؛ فصارت العبرة بهم خاصة في حيازة السبب الظاهري؛ مع تعبدهم للعاجز؛ وذلهم للضعيف الدون؛ مع ما يدعون من الشهامة؛ والأنفة؛ والضخامة؛ فلو جمعوا أنفسهم على الله لكان لهم ذلك؛ وحازوا معه السبب الأعظم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية