الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان هذا الحال معلوما لهم؛ لا ينازعون فيه بوجه؛ بل إذا وقعوا فيه أخلصوا الدعاء؛ وأمروا به؛ وخلعوا الأنداد؛ وكان علم ذلك موجبا لصاحبه ألا يغفل عن القادر عليه وقتا ما؛ بل لا يفتر عن شكره خوفا من مكره؛ وكان العاقل إذا ذكر بأمر فعلمه يقينا؛ كان جديرا بأن يقبله؛ فإذا لم يقبله وخوف عاقبته بأمر محتمل؛ جد في الاحتراز منه؛ عجب منهم في إعراضهم عنه - سبحانه - مع قيام الأدلة القاطعة على [ ص: 136 ] وحدانيته؛ وأنه قادر على ما يريد من عذاب وثواب؛ وإقبالهم على ما لا ينفعهم بوجه؛ فقال: وإذا قيل ؛ أي: من أي قائل كان؛ لهم اتقوا ؛ أي: خافوا خوفا عظيما تعالجون فيه أنفسكم؛ ما بين أيديكم ؛ أي: بما يمكن أن تقعوا فيه من العثرات المهلكة؛ في الدارين؛ وما خلفكم ؛ أي: ما فرطتم فيه؛ ولم تجاروا به؛ ولا بد من المحاسبة عليه؛ لأن الله الذي خلقكم أحكم الحاكمين؛ لعلكم ترحمون ؛ أي: تعاملون معاملة المرحوم بالإكرام.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية