الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان ما ذكر للفريقين إنما هو النزل الذي مدلوله ما يكون في أول القدوم على حين غفلة؛ وكانوا يوردون الحميم؛ كما يورد الإبل الماء؛ وكان قوله (تعالى): يطوفون بينها وبين حميم آن ؛ يدل على أن ذلك خارجها؛ أو خارج غمرتها؛ كما تكون الأحواض في الحيشان؛ خارج الأماكن المعدة للإبل؛ قال - مبينا أن لهم ما هو أشد شناعة من ذلك؛ ملوحا إليه بأداة التراخي -: ثم إن مرجعهم ؛ أي: بعد خروجهم من دار ضيافتهم الزقومية؛ لإلى الجحيم ؛ أي: ذات الاضطرام الشديد؛ والزفير؛ والبكاء؛ والاغتمام الطويل المديد؛ كما أن حزب الله يتقلبون من جنات النعيم إلى جنات المأوى؛ مثلا؛ إلى جنات عدن؛ إلى [ ص: 242 ] الفردوس؛ التي لا يبغون عنها حولا؛ كما ينقل أهل السعة والأكابر من أهل الدنيا ضيوفهم في البساتين المتواصلة؛ والمناظر؛ وينزهونهم في القصور العالية؛ والدساكر.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية