الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان أحسن الألوان؛ لا سيما عند العرب؛ الأبيض الأحمر المشرب صفرة أكسبته صفاء وإشراقا وبهاء؛ قال: كأنهن بيض ؛ أي: بيض نعام؛ مكنون ؛ أي: مصون من دنس يلحقه؛ وغبار يرهقه؛ ولمحبة العرب لهذا اللون كانت تقول عن النساء: بيضات الخدور؛ لأن لونه أبيض مشرب صفرة صافية؛ وقد صرح امرؤ القيس بهذا في لاميته المشهورة؛ فقال:


                                                                                                                                                                                                                                      كبكر مقاناة البياض بصفرة ... غذاها نمير الماء غير المحلل

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 233 ] أي: مخالطة البياض المائل إلى الحمرة بصفرة؛ وهو أصفى الألوان؛ وأعدلها؛ يشابه لون نور القمر.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية