الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              تنبيهات

                                                                                                                                                                                                                              الأول : قال الشيخ عبد الجليل القصري : إنما صبغ صلى الله عليه وسلم لأن النساء غالبا يكرهن الشيب ، ومن كره من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فقد كفر .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : اختلف العلماء رحمهم الله تعالى هل خضب النبي صلى الله عليه وسلم أم لا ؟ قال القاضي رحمه الله تعالى : الأكثرون - وهو مذهب مالك رحمه الله تعالى أنه لم يخضب وقال النووي : المختار أنه صبغ في وقت ، وتركه في معظم الأوقات ، فأخبر كل بما رأى ، وهو صادق ، قال : وهذا التأويل كالمتعين ، فحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما في الصحيحين لا يمكن تركه ، ولا تأويل له قال الحافظ : والجمع بين حديث أبي رمثة وابن عمر ، وحديث أنس أن يحمل حديث أنس على غلبة الشيب ، حتى يحتاج إلى خضابه ، ولم يتفق أنه رآه ، وهو يخضب ويحمل حديث من أثبت الخضاب على أنه فعله ، لإرادة الجواز ، ولم يواظب عليه ، وأما ما رواه الحاكم عن عائشة [أنها] قالت : «ما شانه الله تعالى ببيضاء » المحمول على أن تلك الشعرات البيض لم يتغير بها شيء من حسنه صلى الله عليه وسلم ، وقد أنكر الإمام أحمد إنكار أنس ، وذكر حديث ابن عمر ، ووافق الإمام مالك أنسا في إنكار الخضاب ، وتأول ما ورد ، قلت : وفي التأويل بعد .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية