الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثاني عشر

                                                                                                                                                                                                                              في استغفاره ، وتوبته صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري والترمذي والطبراني بأسانيد حسنة ، وعبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «إني لأستغفر الله ، وأتوب إليه في اليوم سبعين مرة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني برجال الصحيح عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إني لأستغفر الله ، وأتوب إليه في اليوم مائة مرة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد برجال الصحيح عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «اللهم إني أستغفرك ما قدمت ، وما أخرت ، وما أسررت ، وما أعلنت ، وأنت المؤخر ، وأنت على كل شيء قدير» وفيه راو لم يسم ، وهو في الصحيح بلفظ : «اللهم اغفر لي ما قدمت» إلى آخره .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والبخاري في الأدب ، ومسلم في الصحيح عن الأغر رضي الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «يا أيها الناس ، توبوا إلى الله تعالى ، فإني أتوب إليه كل يوم مائة مرة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن أبي شيبة ، والإمام أحمد ، والحاكم عن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أين أنت من الاستغفار يا حذيفة ؟ إني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة ، وأتوب إليه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى النسائي -بسند جيد- عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ، وأتوب إليه» قبل أن يقوم من المجلس ، مائة مرة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب ، وأبو داود والترمذي ، وابن ماجه ، والنسائي [ ص: 62 ] أيضا قال : إنا كنا نعد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس : «رب اغفر لي ، وتب علي ، إنك أنت التواب الرحيم ، مائة مرة» وفي لفظ : التواب الغفور .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن أبي شيبة ومسلم والأربعة عن الأغر بن مزينة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «إنه ليغان على قلبي حتى أستغفر الله» .

                                                                                                                                                                                                                              وفي لفظ : «وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة» .

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية : سمعته يقول : «توبوا إلى ربكم ، فوالله إني لأتوب إلى ربي عز وجل مائة مرة في اليوم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى محمد بن يحيى بن عمر برجال ثقات عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : لزم رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات قبل موته بسنة : «سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك» ، قالت فقلت : يا رسول الله لقد لزمت هذه الكلمات ، قال : «إن ربي عهد إلي عهدا أو أمرني بأمر ، فأنا أتبعه» ، ثم قرأ : إذا جاء نصر الله والفتح حتى ختم السورة .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية